ابن حزم الاندلسي

ابن حزم الاندلسي

المذاهب الفقهية أربعة، وهي الشافعية والمالكية والحنفية والحنبلية؛ وعليها سارت بلاد المسلمين وشعوبها؛ ولكن هناك مذهباً آخراً كان ينتشر في البلاد أيضاً، وهو معروف بين الناس، ويعتبر خامساً للمذاهب الفقهية، إنه مذهب أهل الظاهر، وإمامه ابن حزم الأندلسي الذي لقب بابن حزم الظاهري؛ فمن هو هذا الإمام، وتعرف ما هو مذهبه؟.


إنه الإمام الجليل أبو محمد، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، كان مولاً ليزيد بن أبي سفيان، ترجع أصول نسبه إلى أهل فارس، وأجداده هم أول الناس الذين دخلوا بلاد الأندلس، ولد رحمه الله في قرطبة بالأندلس في شهر رمضان، من عام ثلاثمائة وأربع وثمانين للهجرة، عرف بحبه لعلوم الدين والشريعة والتفسير حتى حفظ منها الكثير، وأصبح عالماً يشار له بالبنان في علوم الحديث وأصوله وفقهه، كما كان يفهم تفسير الآيات القرآنية ويستنبطها بظاهرها، دون الخوض في التأويل والتعقيد.


كان الإمام ابن حزم ذكياً، عالماً في شتى العلوم من لغة وبلاغة وأدب وشعر وفلسفة ومنطق وحديث وتفسير، حتى أنه كان طبيباً؛ ألف في ذلك كتباً ورسائل في مسائل فقهية عديدة، وقد كان له مؤلفات عديدة، بلغ عددها الأربعمائة كتاب، و كان الإمام ابن حزم متواضعاً في دنياه، زاهداً فيها، فقد رغب عن السلطة والرياسة، بعد أن سندت إليه ولوالده في بلاد الأندلس، ليكونوا وزراء في سلطة الدولة، إلا أنه رحمه الله فضل العلم والدين على ما سواه.


أما عن مؤلفات ابن حزم الظاهري فمن أعظم الكتب التي ألفها، كتابه الشهير في أصول الفقه الذي عنونه بالإحكام لأصول الأحكام؛ وفي علم الكلام نراه كتب مرجاً مهماً لأهل العلم والدين، وهو كتابه الشهير الفصل في الملل  بين الأهواء والنحل. كذلك كان له مؤلفات في الفقه فألف كتاب الإجماع ومسائله على أبواب الفقه. وأما في الحديث فكتب الإيصال إلى فهم كتاب الخصال الجامعة لحمل شرائع الإسلام.


كانت هذه أهم كتبه وأشهرها، وفيها ظهر منهجه الظاهري جلياً وواضحاً، من خلال أسلوبه ورده على العلماء، ومناظرتهم في تأويل الآيات، وقد بدا متعصباً جداً لمذهبه الظاهري، الذي لا يقبل فيه أي تأويل حتى لو كان صحيحاً، فهو لا يسميه تأويل بل معنى آخر، وأما التأويل فمرفوض ولا يوجد في كتاب الله تعالى وآياته، ولا في سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، لذا نراه قد تصدى لكبار العلماء ويواجههم بكلامه ولسانه مما جعله يهجو العلماء المتقدمين، فلا أحد يسلم منه إن ناظره وحاوره، فنفر كثير من العلماء من ابن حزم لجرأته عليهم، بل وقاموا بتحذير الملوك والسلاطين من أذاه وفتنته فنفاه ملوك الأندلس وشردوه في البلاد فأصبح كالمطارد.


ومن أطرف ما قيل فيه عن جرأته إن لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين؛ وبعدما تكالبت عليه الدنيا وهجره الناس استقر الإمام ابن حزم في قرية تدعى ليلة في بوادي الأندلس، فبقي فيها حتى مات رحمه الله،وقد كان موته في آخر شعبان من عام أربعمائة وست وخمسين.

اذكار الصباح - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - كلام جميل - صفحات القرآن - الجري السريع - ترددات القنوات - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - العشق - دعاء للميت - تفسير أحلام - ادعية رمضان - الوضوء الأكبر - أعرف نوع الجنين - كلام جميل