يعتبر الأرض هو الكوكب الوحيد في المجموعة الشمسية الصالحة لإقامة حياة عليه وذلك بسبب إمتلاكه لخاصتين الأولى وهي المياه الذي لا تقوم حياة بدون ذلك، وأيضا امتلاكه لغلاف جوي يحتوي على الغازات التي تعطي الحياة للكائنات التي تعيش على اليابسة فيه، ومن أشهر تلك الغازات التي تضمن الحياة على هذا الكوكب غاز الاوكسيجين وغاز ثاني أكسيد الكربون، فيستخدم البشر والحيوانات الموجودة على هذا الكوكب غاز الاوكسيجين والنباتات وبعض أنواع البكتيريا غاز ثاني أكسيد الكربون في عدد من حالاته وخصوصا في حالة وجود ضوء الشمس وعمليات البناء في أوراق النباتات، وهذا يدفع النباتات وتلك الأنواع من البكتيريا إلى استهلاك الأكسيجين أيضا في الليل، وهذا لضمان التوازن في البيئة من ناحية الغلاف الجوي وترك النسبة الخاصة بغاز الأكسيجين وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
لذلك يعتبر وجود النباتات على الأرض مسألة مهمة جدا للحفاظ على السبب الثاني لبقاء الأرض كوكبا قادر على أن يبقى كوكبا مؤهلا لاحتضان الحياة عليه سواء كانت البشرية أو الحيوانية، وهذا ما يسمى في علم الجغرافيا والبيئة بأهمية وفائدة الغطاء النباتي، ويعتبر تشكيل الغطاء النباتي مهما وهو متشكل بالأصل في المناطق التي تحتوي على الغابات والمناطق البعيدة عن الصحراء ومناطق التصحر، وتتوافر الغابات في المناطق المترافقة مع خط الإستواء حيث تنشأ تلك الغابات نتيجة لتوفر ضوء الشمس بشكل كبير وتوفر المياه (الأمطار الاستوائية) المستمرة على مدار السنة، وكذلك البيئة المساعدة من خصوبة الأرض حيث نرى في تلك المنطقة وجود الحيوانات ومصادر الحياة العضوية في تلك المناطق، وأيضا في المناطق المعتدلة والجبلية يتواجد العديد من الغطاءات النباتية كجبال لبنان التي نرى بشكل كبير إنتشاء الغطاء النباتي المكون من شجر الأرز، وكذلك في سوريا وفلسطين وعدد من الدول التي تجاور البحار والأنهار.
يشكل تدهور الغطاء النباتي مشكلة حقيقية موجودة على الأرض ظهرت في الفترة الأخيرة بعد إنطلاق الثورة الصناعية لما هى اسباب متعددة حيث كان أبرزها الطمع الكبير في الحصول على الطاقة في بداية الأمر حيث دفع ذلك العديد من المصانع إلى استخدام الأخشاب كمصدر للطاقة الحرارية للتصنيع مما أدى إلى خسران نسبة كبيرة من الغطاء دون تعويضه بنباتات أخرى تدعم وجود الغطاء من جديد، أيضا التوسع السكاني في تلكم المناطق أدت إلى تحويل الكثير من الأراضي التي تعتبر مصدرا للغطاء النباتي وجعلها مناطق سكنية باستخدام عدد من المواد وتغيير التربة العضوية لتكون أرضا صالحة للسكن وبالتالي القضاء عليها بشكل كبير، وأيضا من الما هى اسباب التي تجعل من تدهور الغطاء النباتي أمرا حسميا في العصر الحديث هو استخدام النباتات في كثير من الصناعات أبرزها الورق والأثاثات الخشبية وكذلك التلوث الجوي والبحري الذي نتج عن النفايات التي تم تجاهلها من المصانع التي تتخلص منها في المياه الصالحة للزراعة وتلويثها، وأيضا التربة التي يتم القضاء عليها بغمر النفايات التي تقتل التربة الصالحة للزراعة بسبب الإجحاف بالطبيعة والاهتمام بالصناعة والمصالح الصناعية التي ظهرت في العصر الحديث.