ابن حجر العسقلاني

ابن حجر العسقلاني

لكل زمن عظماء، ولكل علم جهابذة، ولكل قوم سادة . تمر الأيام وتتوالى، وينقضي الكثير من العمر، ونحن نكشف عن نبلاء، عاشوا حياتهم لخدمة دين الله -عزّ وجلّ-، ودعوة الناس للخير، من خلال تعريفهم علوم الدين، وفي زمانه، ومكانه، وقومه، وعلمه نبغ الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني، حتى سار حجة للإسلام، وشيخ الإسلام في وقته، فمن هو هذا العلامة العظيم؟


إنه الإمام الجليل، القاضي الحافظ، شعاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن علي الكناني المصري، مولاهم العسقلاني، لقب بألقاب عديدة، منها: شهاب الدين، ونور الدين، وعرف بين الناس بابن حجر العسقلاني الشافعي، ولد -رحمه الله- في مدينة عسقلان في فلسطين سنة سبعمائة وثلاثة وسبعين.


وقد كان والده -رحمه الله- تاجرً كريماً، معروفاً بالجود والنبل والشجاعة، فكان من أعيان قومه، ما جعله يعتني بابنه، ويقوم بتعليمه الأدب والشعر، والفنون والبلاغة، والتاريخ، وبعد وفاة والده أحب الإمام ابن حجر السنة النبوية، وأقبل على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أكب على تعلم كل ما يتعلق به، من علوم وقواعد في علم الرواية والدراية، والرجال والعلل، حتى نبغ، وأصبح ملماً وذا أفق واسع، باطلاعه الغزير على هذا العلم، مع اشتغاله بالفقه، والتفسير.


وفي مصر تتلمذ الإمام ابن حجر على يد كبار علمائها، لكنه استقى الكثير الكثير من شيخه الذي لازمه طوال حياته، الحافظ زين الذين العراقي، فنهل منه الكثير، وجعله أستاذه الذي يقتدي به، ثم بدأ رحلته في طلب العلم، فكانت أولى رحلاته إلى دمشق، والتقى بالعديد من المحدثين هناك، فسمع منهم أحاديث صحيح البخاري، ومعظم السنن، وكتب المتون، وما لبث أن عاد إلى القاهرة، بعد أن سافر إلى الديار المقدسة؛ ليسمع من شيوخها في القدس الشريف، وفي نابلس، وغزة، والرملة، حتى زادت عدد مروياته، واتسعت معرفته بالحديث وعلومه، فبدأ يؤلف الكتب، ويخرج الأحاديث، ويكتب عن الرجال، ويصنف المؤلفات العديدة في هذا الباب.


فكان من أبرز ما صنفه، هو شرحه العظيم والضخم، لأجل كتاب بعد كتاب الله سبحانه (صحيح البخاري)، حيث شرحه بطريقة رائعة، وأسلوب حسن، يرتضي له كل طلاب العلم، وعلماء الحديث، وقد اشتهر شرحه هذا كثيراً بين الناس، إلى يومنا هذا رغم كثرة الشروح، إلا أنه الرائد الأول لشرح صحيح البخاري، وقد عنون شرحه بـ (فتح الباري لشرح صحيح البخاري)، كما كتب ابن حجر في التاريخ، والرجال، وله كتاب جليل في أخبار الصحابة، أسماه (الإصابة في تمييز الصحابة)، لا يقل تميزاً عن شرح صحيح البخاري، وكتاب مهم جداً له في رواة الحديث، بين فيه مرتبة الرواة من حيث الثقة والضعف، والقبول والرد، يرجع إليه كل من درس في علم الحديث، وأسماه (تقريب التهذيب)، واشتهر باسم (التقريب) ، هذه أمثلة قليلة على مؤلفاته الكثيرة التي بلغت حد الألف كتاب، في شتى العلوم والمعارف.

وحينما توفي -رحمه الله-، فقدت الأمة الإسلامية ركناً مهماً من أركان الحديث الشريف، وحزن عليه كل من كان يعرفه، فقد توفي -رحمه الله- في سنة ثمانمائة واثنان وخمسين في مصر، وقد رثاه العلماء، فقالوا في رثائه:

ولا تنسى ايضا الاطلاع على : من مؤلف كتاب فتح الباري على شرح البخاري


قد بكت السحب على *** قاضي القضاة بالمطر

وانهدم الركن الذي *** كان مشيداً من حجر

رحم الله إمامنا الجليل، وأسكنه فسيح جنانه.

مشاركة المقال
x

مواضيع قد تهمك

اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل