الصاع مكيال قديم، و هو مقياس حجم و ليس مقياس كتلة، و حتى يتم التوضيح سوف نقارن بين الكتلة و الحجم في المقاييس الحديثة، فالكيلو غرام مقياس كتلة و اللتر مقياس حجم، و كما يخلط كثير من غير المتخصصين بين الكتلة و الحجم، كذلك خلط كثير من غير المتخصصين بين الصاع و بين ما يوازيه من مقاييس أيامنا الحديثة.
الصاع يساوي أربعة مدود، و المد يساوي ملء كفي رجل متوسطتي الحجم من أي مادّة كانت، و بالتالي فهو مقياس حجم و ليس كتلة فملء الكفين تمراً لا يساوي كتلة ملء الكفين شعيراً، و ذلك يعتمد على الكثافة.
إجتهد كثير من الفقهاء فحولوا مقياس الصاع إلى مقياس بالكتلة فنتج لديهم مقادير مختلفة تراوحت بين 2 كيلو غرام و 2.7 كيلو غرام، و ذلك كما قلنا بسبب إختلاف الكثافة للمواد، فالأصل أن لا تحول الصاع إلى كيلو غرامات و لكن الأصح أن تحوّله إلى وحدة حجم، و كون الصاع مقياس قديم و هو تقريبي وليس دقيق فهو مبني على متوسط مد الرجل، و الذي يكون غير دقيق كمقاييس العلم الحديث، و لكن على أقرب الحسابات إلى الدقّة فإنّ الصاع بمقاييس الحجم الحديثة يعادل لترين ونصف تقريباً من الحجم من أي مادّة، فصاع الماء لترين و نصف من الماء و صاع الحليب لترين و نصف من الحليب و صاع الشعير لترين ونصف حجما من الشعير و ليس كيلوغرامين و نصف.
قد يظن البعض أنّ مقياس اللتر هو مقياس سوائل فقط، و لكن في الواقع لا، فاللتر مقياس حجم فيمكن أن تقيس حجم سيارة باللتر أو حجم غرفة باللتر، فاللتر وحدة قياس حجم مادة بغض النظر عن نوع المادة، كذلك الصاع فهو وحدة قياس حجم بغض النظر عما بداخله، فقد تضضع بداخله تمراً أو شعيراً أو ماءاً أو براً(قمحاً) أو غير ذلك و في جميع الأحوال سيكون لديك صاع واحد، أمّا كتلة ذلك الصاع فسوف تختلف حسب المادة فصاع الحليب مثلاً أكثر كتلة من صاع الماء لأنّ كثافة الحليب أعلى من كثافة الماء.