بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد،
الفرقان هو مصدر من الجذر اللغوي (فَرَقَ)، ويقول صاحب معجم لسان العرب: « ... والفُرْقان: القُرآن. وكل ما فُرِق به بين الحق والباطل، فهو فرقان؛ ولهذا قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ}. والفُرْقُ أيضًا: الفرقان، ونظيره الخُسْرُ والخُسْران...، الفرقان: من أسماء القرآن، أي أنه فَارِقٌ بين الحق والباطل، والحلال والحرام، ويقال: فَرَقَ بين الحق والباطل، ويقال أيضًا: فَرَقَ بين الجماعة...، والفرقان: الحُجَّة. والفرقان: النَّصْر، وفي التنزيل: { وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ }، وهو يوم بَدْرٍ، لأن الله أظهر من نصره ما كان بَيْنَ الحَق والباطل. »
يَتَّضِح من الكلام السابق كم أن للفرقان معانٍ متعددة في اللغة، ومنها أنه جاء اسمًا للقرآن الكريم، فالله تبارك وتعالى قد فَرَقَ بهذا القرآن بين الحق والباطل، وبين الحلال والحرام، وبين الهدى والضلال، والكتب السماوية الأخرى أيضًا يسمى كلٌّ منها فرقانًا، حيث قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ} [الأنبياء: 48]. وعلى العموم، كل ما كان مُفَرِّقًا بين الحق والباطل، فهو فُرْقَان. ويأتي الفرقان أيضًا بمعنى: الحُجَّة، والحُجَّة: هي البرهان والدليل. كما يأتي أيضًا بمعنى: النَّصْر، فقد سَمَّى الله تبارك وتعالى يوم بدرٍ في القرآن الكريم بـ (يوم الفرقان)، حيث انتصر المسلمون في هذا اليوم نصرًا مُؤَزرًا على كفار قريش.
ويأتي الفرقان أيضًا بمعنى: الصُّبْح، حيث يقول صاحب معجم مقاييس اللغة: « والفُرْقان: كتاب الله تعالى فَرَقَ به بين الحق والباطل. والفُرْقان: الصُّبْح، سُمِّيَ بذلك لأنه به يُفْرق بين الليل والنهار، ويقال: لأن الظلمة تَتَفَرَّقُ عنه. »
بالإضافة إلى ما تَقَدَّم، فالفرقان: هو اسم لإحدى سور القرآن الكريم، وهي سورة مكية عدد آياتها: (77) آية، وترتيبها من السور: (25)، ومطلعها: { تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيرًا (1) }.
وبعد هذه الجولة، لا بد لنا من تلخيص الكلام السابق في نقاط مختصرة، وهي كما يلي:
وفي الختام، نسأل الله أن ينفع القراء بما قَدَّمْنا، والحمد لله رب العالمين.