العقيدة
تتعدد المفاهيم والمصطلحات التي تحمل معنى العقيدة، ولكنها في الأساس تندرج تحت خانة الأيدولوجيات والمذاهب والمعتقدات، سواء الدينية في الغالب أو غيرها من المجالات، ويتجه البعض لاستخدام هذه الكلمة في النواحي العسكرية أحيانا، وقبل الإسهاب في الحديث عن معنى أو مفهوم وتعريف ومعنى هذا المصطلح لا بد من الحديث عن مصدر اشتقتاقه لغويا، حيث إن مصطلح العقيدة مشتق لغويا من كلمة الاعتقاد، أي الإيمان والتسليم.
يجمع مصطلح عقيدة في اللغة في كلمة عقائد، وتعرف على أنها مجموعة الأحكام التي لا تندرج تحت خانة اليقين، حيث لا يمكن التشكيك بها، ولا يسمح للعقل بإعادة النظر في فحواها، أي يفرض عليها حالة الجزم والإقرار والإيمان الكلي بصحتها، أي أن العقيدة صحيحة سواء كانت حقة أو على غير حق، وتأتي على شكل مجموعة من القناعات والقيم والمبادىء والأفكار المترابطة والمتناسقة بطريقة يقبلها المنطق في أغلب الحالات، يعتمدها ويتبناها الفرد، وتعتبر قالبا يشكل به جميع مناحي حياته، وذلك بعد فهمها وحفظها وإدراكها حسيا، واستنتاج مزاياها وتوقع احتمالات نجاح الأصعد المبنية عليها، وأخيرا التواصل مع الأشخاص ذوي العلاقة بها، أي من يؤمنون بها.
العقيدة بين النظرية والتطبيق
كما ذكرنا سابقا، يتركز استخدام هذا المفهوم وتعريف ومعنى في الجوانب الدينية، والبعض يذهب إلى استخدامه في جوانب أخرى، وأيا كانت مجالات استخدامه فترتبط العقائد بآلية سليمة لتطبيقها، أثبتت صحتها من خلال قياس النظرية الخاصة بها والحصول على نتائج سليمة، حيث يرتبط تطبيقها بشكل رئيس بوجود الحكمة الكبيرة والفهم العميق للتمكن من التعبير عنها بشكل سليم، والدقة ومهارة حساب المخاطر في حالة عدم فهمها، وهي تتطلب الحكمة في التطبيق، حيث إنها تمثل إطارا كليا للعديد من المفاهيم، وهناك اعتقاد خاطىء لدى أغلبية الناس أنها تشكل قاعدة قطعية يجب تطبيقها حرفيا في كل وقت، وهذا حسب ما أثبت حديثا يعتبر خاطئا، حيث إن العقائد قابلة للتحديث مع الحرص على عدم التغيير في الجوهر، وذلك للحفاظ على أقصى إمكانية للاستفادة من منافعها، ذات فائده وأهمية، علما أنه لا يمكن تطبيق ذلك إلا من خلال مجاراتها وفهمها لما يحدث عبر الزمن.
الفرق بين العقيدة والمذهب
تحدثنا في الفقرة السابقة عن وجوب إخضاع العقيدة للتشبيك مع المتغيرات الحديثة التي تحدث كل فترة زمنية، وفي حالة عدم إخضاع العقيدة لهذا التحديث والتطوير فإننا نسميها في هذا الحالة مذهبا، وهناك فرق كبير بين المصطلحين، علما أن هناك خلطا كبيرا بين تلك المفاهيم لدى الناس، وللتوضيح أكثر هناك من يعتبر الدين الإسلامي مرادفا لمصطلح عقيدة، وهذا لا يمت للواقع وللحقيقة بصلة، حيث إن الاعتقاد في الشريعة الإسلامية، هو كل ما دنت به عن الخالق -عز وجل- واعتقدته، ويشمل في هذه الحالة ما ورد عن الله سبحانه وتعالى وهو مجزم به، وما لم يرد وظننت أنه ورد، أي بين تعرف ما هو مجزوم بصحته، وتعرف ما هو يقع في خانة الظن.