الإكتئاب هو الحالة المزاجية أو النفسية الأشهر التي يمكن أن نسمع عن إصابة العديد من الأشخاص بها ، و يمكن كذلك أن نعزو السلوكيات التي يقومون بها بشكل خارج عن المألوف أنها سلوكيات إكتئابية ، بل يمكن أيضاً و أصبح من السهولة بمكان أن يصف الشخص الحالة المزاجية أو النفسية التي يمر بها أنها حالة إكتئاب . و الواقع أن الإكتئاب ليس مرضاً بحد ذاته كما يقول أطباء النفس و خبراء علم النفس البشري ، بل يعتبر الإكتئاب مجرد مصطلح لوصف إضطرابات نفسية مرضية متعددة ، و ربما تكون مجموعة من الإضطرابات تعبر في مجملها عن الحزن و الكآبة و فقدان الرغبة في الحياة و الميل إلى العزلة . و تختلف مسميات و أنواع الإكتئاب بإختلاف عوارضه ، و طول الفترة التي يتعرض فيها الشخص للإكتئاب ، و عوامل أخرى تحددها نفسية المريض ، و جدير بالذكر أن كلمة إكتئاب في الإنجليزية يتم ترجمتها حرفياً إلى " ضغط نفسي " ، و هناك نسب إصابة بالإكتئاب تعتبر ثابتة في مختلف المجتمعات و التجمعات البشرية .
و أعراض الإكتئاب قد تحدث بشكل متوازي و في وقت واحد ، أو يلاحظ أن هناك عرض أو اكثر فقط مصاحبين لحالة الإكتئاب ، و تشترك الأعراض في المزاج الإكتئابي العام ، و هو الشعور بالضيق الحاد لفترات طويلة ، و اليأس من الحياة و حل أي مشاكل وعيوب إجتماعية أو إقتصادية قد تواجه الشخص ، و الميل إلى العزلة و البعد عن الآخرين ، و الزهد في الطعام و الشراب ، و عندما يقوم المكتئب بتناول الطعام و الشراب فإنه يفعل هذا من قبيل العادة ، و ينخفض معدل وجباته و وزنه بشكل ملحوظ ، و هناك بعض الحالات التي يحدث فيها العكس ، و هي الإفراط في تناول الطعام ، و خاصة الأطعمة التي تحتوي على السكريات رغبة من المريض في الشعور باللذة و الإستمتاع . هذا إلى جان الإضطرابات الملحوظة في النوم ، و تتراوح تلك الإضطرابات بين كثرة النوم بشكل مبالغ فيه ، أو عدم النوم تقريباً ، و إن حدث فيغلب القلق و الأحلام السيئة و الكوابيس على النوم . و يتبع ذلك تغير النشاط البدني و الشعور بالكسل ، و الميل إلى اللاجدوى ، و يصل الأمر إلى الرغبة و التفكير في الإنتحار ، و قد يتطور الأمر إلى محاولة الإنتحار .