الكمون والليمون لتخفيف وانقاص الوزن

الكمون والليمون لتخفيف وانقاص الوزن

زيادة الوزن

تعرف زيادة الوزن أو السمنة وزيادة الوزن بحالة من تراكم الدهون في الجسم لدرجة تفوق مستوى معين، ونظراً للانتشار الواسع للسمنة وزياة الوزن في جميع أنحاء العالم، يبحث الجميع عن علاجات لهذه المشكلة، ومع أن العلاج و دواء بالحمية والرياضة يعتبر الحل الأمثل والأول للسمنة وزيادة الوزن، إلا أنه لم يغنِ عن لجوء الكثيرين للأدوية والعمليات الجراحية وتعرضهم لكل ما يحمله هذان الخياران من مساوئ ومضاعفات، ولذلك يتم كثيراً الالبحث عن حلول بديلة تعتمد على المواد الطبيعية مثل الأعشاب في علاج و دواء السمنة وزيادة الوزن وتراكم الدهون الزائد في الجسم (10).

كثيرا ما نسمع عن خلطات وطرق ووصفات سحرية لخسارة الوزن والتخسيس وعلاج و دواء السمنة، وكثيراً ما نسمع من تجارب الناس عن مدى فاعلية هذه الخلطات وكيف أثرت على أوزانهم وأوزان غيرهم، ومن هذه الخلطات التي يستعملها الكثيرون خلطة الكمون والليمون، فهل هي فعالة حقا؟ وتعرف ما هو رأي العلم في مثل هذه الوصفات؟ سنجيب على هذه الأسئلة في هذا المقال (1).


الليمون وخسارة الوزن

يروّج الكثير من الأشخاص لاستعمال الليمون لخسارة الوزن، حيث دائماً ما نسمع أنّ شرب الماء المضاف إليه القليل من عصير الليمون يقوم بحرق الدهون، كما يروج البعض إلى إضافته إلى الماء الدافئ وشربه مرة أو أكثر يومياً، والحقيقة أنه لا يوجد أبحاث علمية لتثبت فاعلية الليمون المضاف إلى الماء في خسارة الوزن والتخسيس من عدمها، إلا أنّه يوجد بعض الدلائل العلمية التي تدعم دور بعض المواد الموجودة في الحمضيات وقشورها بشكل عام في خسارة الوزن، ولكن هل تكفي هذه الدراسات لاستنتاج أن الليمون حرق للدهون؟ (1)

تحتوي الحمضيات مثل: البرتقال، واليوسفي، والجريب فروت، والليمون، والبرجموت على العديد من المركبات المتعددة الفينول مثل مركبات الفلا?ونويد (Flavonoids)، ووجد لمستخلصات هذه الثمار آثاراً في محاربة السمنة وزيادة الوزن والسكري، ومن هذه الفلا?ونويدات النارنجين (Naringin) والنارنجنين (Naringenin) الموجودان في الفواكه الحمضية والعنب، وتشير العديد من الدراسات إلى دور هذه المركبات في:

  • محاربة السمنة وزيادة الوزن والكوليسترول.
  • محاربة ارتفاع ضغط الدم.
  • محاربة ارتفاع سكر الدم وتصلب الشرايين.
  • يعملان على حماية خلايا القلب، والكبد.
  • يقللان من الحالة الالتهابية النشطة في الجسم.
  • يعملان كمضادات أكسدة قوية تقلل من الإجهاد التأكسدي في الجسم.

ووجدت نتائج إحدى الدراسات أن مركبات الفينول المتعددة المستخلصة من الليمون عملت على كبح زيادة الوزن وتراكم الدهون وارتفاع دهون الدم وسكر الدم ومقاومة الإنسولين في فئران التجارب المصابة بالسمنة وزيادة الوزن المحفزة بالحمية الغذائية، وذلك عن طريق رفعها لمستويات mRNA للإنزيمات التي تعمل في أكسدة وحرق الدهون في الجسم (5).

كما وجدت إحدى الدراسات دوراً للنارنجنين الموجود في الفواكه الحمضية في خفض وزن الجسم، ودهونه، وسكر وإنسولين الدم، في فئران التجارب المحاكية لحالة انقطاع الطمث ونقص الإستروجين والتي تؤدي إلى السمنة وزيادة الوزن وغيرها من الاضطرابات الأيضية، كما وجدت بعض الدراسات دوراً للنارنجنين في التقليل من الدهون المتراكمة في فئران التجارب بغض النظر عن تأثيرها على السعرات الحرارية المتناولة، مما يدل على أنها تؤثر على دهون الجسم بميكانيكيات أخرى تختلف عن مجرد التأثير ونتائج على كمية الطعام المتناولة. وقد وجد أن النارنجنين يرتفع في الدم بعد تناول مصادره مثل عصير الجريب فروت والبرتقال (4).

بالإضافة إلى ذلك فإن البكتين الموجود في الحمضيات والتفاح والفراولة هو أحد الألياف الغذائية الذائبة في الماء (6)، ويتركز البكتين في ثمر الحمضيات في القشرة، حيث يتم الحصول عليه وعزله من قشور الحمضيات مثل قشور الليمون (7). وقد وجدت إحدى الدراسات أن البكتين يرفع من الشبع ويقلل من تناول الطعام وبالتالي السعرات الحرارية والدهون المتراكمة في الجسم ودهون الدم وإنسولين الدم في الجرذان المصابة بالسمنة وزيادة الوزن المحفزة بالحمية العالية الدهن (8)، كما وجدت دراسة أخرى أن البكتين المستخلص من التفاح يعمل على خفض تناول الطعام وزيادة الوزن ومراكمة الدهون في الجسم، كما وجدت أنه يرفع من هرمونات الشبع والتي تقلل من الشعور بالجوع وتناول الطعام (9).


ولكن الدراسات السابقة لا تثبت أن تناول الليمون يعمل على خسارة الوزن والتخسيس التي يدعيها الكثيرون، فقد أجريت هذه الأبحاث على الحيوانات، كما أنها استخدمت مستخلصات لمواد موجودة في الليمون أو قشره أو غيرها من الحمضيات، وبالنسبة للقشر فغالباً ما يتم التخلص منه، وعند تناول الليمون تحصل الفائدة ولكننّا لا نتناول تراكيز عالية لدرجة أن تسبب خسارة الوزن، ومع أن الجميع يحلم بحل سحري سريع لخسارة الوزن، ولكن للأسف فهذا الحل السحري غير موجود، ولو وجد -كما يدعي البعض- لتخلّصنا من مشكلة السمنة وزيادة الوزن وزيادة الوزن إلى الأبد (1).

مهما كانت الخلطة فعّالة في المساهمة في خسارة الوزن، يجب أن يعلم الجميع أن خسارة الوزن والتخسيس تتطلب علاجاً حقيقياً باتباع نظام غذائي صحيح صحي متوازن منخفض السعرات الحرارية، بالإضافة إلى رفع النشاط البدني وممارسة الرياضة والعمل على علاج و دواء المشاكل وعيوب السلوكية في العادات التغذوية حتى يجعل الشخص من نمط حياته نمطاً صحياً لا يحفز زيادة الوزن وتراكم الدهون في الجسم، ولكن قد يسبب تناول الليمون على الريق كما يروج له الكثيرين الشعور بحرقة المعدة، لذلك يجب تجنبه في هذه الحالات (1).


حقيقة خسارة الوزن والتخسيس عند شرب الليمون والماء الدافئ

والحقيقة وراء خسارة الوزن والتخسيس التي تحصل للبعض من شرب الليمون والماء الدافئ لا تكمن في أن الليمون حارق للدهون أو أنه إضافة سحرية إلى الماء، فنحن نتناول الليمون باستمرار في طعامنا، وقد يكون المصابين بالسمنة وزيادة الوزن أو زيادة الوزن من أكثر من يتناولون الليمون مع وجباتهم، فلماذا لم يؤثر على أوزانهم قبل استعماله بهذا الطريقة؟ والحقيقة تكمن في أن هذه العادة قد ترفع من تناول الشخص للسوائل (1)، حيث أن شرب الماء يساهم في خسارة الوزن والتخسيس بتقليله من فرصة تناول الطعام بين الوجبات لسد الشعور بالعطش والذي يحصل أحيانا بسبب محتوى الطعام من الماء (2)، كما أن زيادة شرب الماء بين الوجبات وأثنائها يقلل من السعرات الحرارية المتناولة ويساعد في الشعور بالشبع (3).

كما أن من يتناولون هذا المشروب يقومون غالباً بالاكتفاء بهذا المشروب الخالي من السعرات الحرارية بدلاً من غيره مما كانوا يتناولونه، وبالتالي تقل السعرات الحرارية المتناولة يومياً، خاصةً إذا كانت المشروبات التي اعتادوا تناولها عاليةً بالسكر أو السعرات الحرارية، مثل: المشروبات الغازية، أو شراب الفواكه، أو المشروبات المحتوية على الكريما والبوظة، وبالتالي تحصل خسارة الوزن والتخسيس بسبب التقليل من السعرات الحرارية وليس بسبب تأثير ونتائج سحري لليمون، هذا بالإضافة إلى أن الأِشخاص الذين يباشرون بشرب الماء مع الليمون هم أشخاص قد قرروا البدء بخسارة أوزانهم وقد يتخذون طرق وخطوات أخرى بالإضافة إلى هذه لخسارة الوزن والتخسيس مثل: تقليل كمية الطعام المتناولة، أو اتباع حمية معينة، أو ممارسة الرياضة، أو غيرها من الطرق وخطوات التي تعمل فعلياً على خسارة الوزن والتخسيس (1).


الكمون وخسارة الوزن

يعتبر الكمون من النباتات شائعة الاستعمال، فهو يستعمل في الكثير من الدول كعلاج و دواء لمشاكل وعيوب الجهاز الهضمي كالمغص والإسهال والنفخة والغازات، وتشير بعض الدراسات الحديثة إلى دور للكمون في خسارة الوزن.

في دراسة حديثة أجريت على أشخاص مصابين بزيادة الوزن، وجد أن تناول الكمون (كبسولة تحتوي على 100 ملغم من الزيت العطري للكمون) لمدة 8 أسابيع كان له تأثيراً مشابهاً تماماً لتأثير ونتائج تناول عقار الأورليستات (Orlistat) (أحد الأدوية المستعملة في خسارة الوزن والتخسيس والذي يعمل على تخفيض نسبة امتصاص الدهون من الجهاز الهضمي) في خسارة الوزن، كما أنه عمل على تخفيض مستوى الإنسولين في الدم دون تأثير ونتائج فعلي على دهون وكوليسترول الدم.

ولكن كانت خسارة الوزن والتخسيس التي حصلت لكل شخص بعد 8 أسابيع من هذا العلاج و دواء هي 1 كيلو جرام بالمعدل، وهذا المعدل من خسارة الوزن والتخسيس يعتبر قليلاً وبطيئاً لمن يعاني من السمنة وزيادة الوزن وزيادة الوزن، لذلك لابد من اتباع حمية علاجية وممارسة التمارين الرياضية للحصول على نتائج أفضل. وفي دراسة أخرى، أدّى تناول 1.5 جم من الكمون الأسود يومياً من الأشخاص الذكور المصابين بالسمنة وزيادة الوزن لمدة 3 أشهر إلى خسارة في الوزن (10)، كما عمل تناول 3 جم من الكمون المطحون يومياً من نساء مصابات بالسمنة وزيادة الوزن وزيادة الوزن لمدة 3 أشهر بالإضافة إلى الحمية المنخفضة السعرات الحرارية إلى انخفاض الوزن، وكتلة الدهون المتراكمة في الجسم وقياس محيط الخصر، بالإضافة إلى أنه عمل على خفض الكوليسترول الكلّي والكوليسترول السيء (LDL) والدهون الثلاثية في الدم، في حين أنه عمل على رفع الكوليسترول الجيد (HDL) بشكل أكبر من الحمية وحدها (11).


خلطة الليمون والكمون لخسارة الوزن

كما ذكرنا سابقا، لا يوجد خلطة سحرية تعمل على خسارة الوزن والتخسيس وعلاج و دواء السمنة، ومهما كان تأثير ونتائج خلطة أو عشبة معينة مثبت علمياً إلّا أنه لا يمكن الحصول على فرق واضح في وزن الجسم إلا باتباع حمية صحية متوازنة ومتنوعة تنخفض فيها السعرات الحرارية المتناولة عن تلك التي يقوم الجسم باستهلاكها، هذا بالإضافة إلى الدور الفعال لممارسة الرياضة والعلاج و دواء السلوكي (1)، (2)، ولكن يمكن الاستعانة ببعض هذه الخلطات مثل الليمون والكمون طالما أنها لا تؤدي إلى تأثيرات سلبية على صحة الجسم، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار عدم البدء بتناول أي علاج و دواء بديل دون استشارة الطبيب (1).


المراجع

(1) بالتوثيق من نور حمدان/ أخصائية تغذية/ 7-2-2016.

(2) بتصرف عن كتاب Rolfes S. R., Pinna K. and Whitney E./ Understanding Normal and Clinical Nutrition/ 7th Edition/ Thomson Wadswoth/ The United States of America 2006/ pages 251-305.

(3) بتصرف عن مقال Zelman K. M./ WebMD Lose Weight Fast: How to Do It Safely/ 2008/webmd.com/diet/lose-weight-fast-how-to-do-it-safely?page=3.

(4) بتصرف عن مقال Ke J-Y. et al. (2015) The flavonoid, naringenin, decreases adipose tissue mass and attenuates ovariectomy-associated metabolic disturbances in mice Nutrition & Metabolism/ 12/ 1.

(5) بتصرف عن مقال Alam M. A. et al. (2014) Effect of Citrus Flavonoids, Naringin and Naringenin, on Metabolic Syndrome and Their Mechanisms of Action Advances in Nutrition/ 5/ Pages 404-417.

(6) بتصرف عن كتاب Mahan L. K. and Escott-Stump S. / Krause"s Nutrition and Diet Therapy/ 11th Edition/ Elsevier/ .The United States of America 2004/ pages 45-48.

(7) بتصرف عن مقال Aina V. O. et al. (2012) Extraction and Characterization of Pectin from Peels of Lemon (Citrus limon), Grape Fruit (Citrus paradisi) and Sweet Orange (Citrus sinensis) British Journal of Pharmacology and Toxicology/ 3/ 6/ Pages 259-262.


(8) بتصرف عن مقال Adam C. L. et al. (2015) Soluble Fermentable Dietary Fibre (Pectin) Decreases Caloric Intake, Adiposity and Lipidaemia in High-Fat Diet-Induced Obese Rats PloS One/ 10/ 10.

(9) بتصرف عن مقال Adam C. L. et al. (2014) Different Types of Soluble Fermentable Dietary Fibre Decrease Food Intake, Body Weight Gain and Adiposity in Young Adult Male Rats Nutrition and Metabolism/ 11/ 36.

(10) بتصرف عن مقال Taghizadeh M. et al. (2015) Effect of the Cumin cyminum L. Intake on Weight Loss, Metabolic Profiles and Biomarkers of Oxidative Stress in Overweight Subjects: A Randomized Double-Blind Placebo-Controlled Clinical Trial Annals of Nutrition and Metabolism/ 66/ Pages 117-124.

(11) بتصرف عن مقال Zare R. et al. (2014) Effect of Cumin Powder on Body Composition and Lipid Profile in Overweight and Obese Women Complementary Therapies in Clinical Practice/ 20/ 4/ Pages 297-301.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل