الجثّة
يطلق لفظ الجثة حسب المعجم على أي جسد يعود لكائن بشري بعد موته، لا يطلق لفظ الجثة إلا على من ثبتت وفاته بتوقف كل مؤشّرات الحياة في جسده وانعدمت احتماليّة عودته للحياة، بينما عرّف البعض الجثة على أنّها الجسد الذي خرجت منه الروح واستحالة عودتها إليه وهي أول مراحل الموت.
يستحيل علمياً أن تبقى جثة الإنسان على حالها بعد الموت لوقت طويل؛ حالما يموت الإنسان سيبدأ جسده بالتحلّل بفعل البكتيريا والميكروبات سواء كانت موجودة في جسمه أو من الخارج؛ ربما يمكن إيقاف عمليّة التحلّل لفترة قصيرة من خلال وضع الجثة في ثلاجة خاصّة ذات حرارة منخفضة ويتمّ اللجوء لهذا الإجراء لوقت محدّد حتّى يتمّ تحضير مراسم الدفن.
فائدة تحلل الجثث
كأي شيء آخر في هذا العالم عمليّة تحلّل الجثث لم توجد عبثاً؛ فلهذه العمليّة فوائد جمّة لو اطلعنا عليها لوقفنا عاجزين أمامها، ونذكر من أهمّيّتها:
- عدم تراكم جثت الموتى، لمجرد دقائق تخيّل عدد الموتى منذ خلق آدم لهذا اليوم، إنّ هذا العدد يفوق البلايين بكثير؛ إذن تخيل هذا العدد الهائل من الجثث غير المتحلّلة وهو يملأ العالم، إنّ العيش مستحيل مع هذا المنظر فلن تجد مكان لتثبيت قدمك.
- حماية الإنسان والكائنات الحيّة المختلفة من الأمراض والميكروبات، بوجود كمّ هائل من الجثث سيكون من الطبيعي أن تنتشر الأوبئة والأمراض والروائح الكريهة.
- سماد للتربة، التفكير بهذا قد يكون مزعجاً وإنّتعرف على ما هى حقيقة بل وفائدة فالأجساد البشرية المتحلّلة تمدّ التربة بما يلزمها من معادن وأملاح ويمكن أن نقول أنّها نوع من السماد الممتاز.
- معرفة موعد الوفاة، حيث يلجأ الأطباء الشرعيين لمراقبة مرحلة التحلّل لمعرفة وقت الوفاة المقدّر.
مراحل تحلل الجثث
كما ذكرنا سابقا تمر الجثة بعدة مراحل قبل تحللها بالكامل، حيث يمر الجثمان بثلاث مراحل نذكرها بالترتيب:
مرحلة التحلّل الذاتي
فيها يتم التحلل وفق عوامل داخليّة (ذاتية) من الجسم، حيث تتدمّر الخلايا بفعل أنزيماتها الهاضمة التي نتجت لارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون الذي رفع بدوره حموضة الدم، كما تلعب الميكروبات الداخليّة والبكتيريا دوراً في هذه المرحلة؛ كل هذا يحصل في أوّل نصف ساعة من الوفاة مع بدء ظهور بقع حمراء أو أرجوانيّة في مناطق مختلفة وشحوب في البشرة مع ارتخاء العضلات وانخفاض حادّ في حرارة الجسم، لتبدأ بعدها العضلات بالتيبّس.
مرحلة الانتفاخ
تتجمّع مجموعة من الغازات في الجسم خلال هذه المرحلة كالميثان، وثاني أكسيد الكربون، والسلفيد، والأمونيا، والهيدروجين ،والكبريتيد، هذا يحصل في الأسبوع الثاني من الوفاة مترافقاً مع ظهور اليرقات في فتحات الجسد وتجمّع الديدان على الجثة مع ظهور العفن في الجسد وبدء انتشاره مطلقاً مجموعة من الغازات الكريهة، ويصبح الجلد غير العفن ذو لون داكن، في نهاية الأسبوع الثالث ستختفي ملامح الجثة ويبدأ كل ما فيها بالإختفاء.
مرحلة تفكك الهيكل الهضميّ
هي أطول المراحل حيث تستغرق سنين عديدة للتحلّل، ومع الوقت وبفعل عدّة عوامل تتحلّل عظام الجسد ولا يبقى منها سوى عظمة صغيرة جدّاً تسمّى عجب الذنب.
وهكذا تكون مراحل الجثة قد انتهت وعاد الإنسان كما خلق من التراب وإلى التراب.