إنّ المفهوم وتعريف ومعنى البسيط لكلمة العولمة ، تعني تحويل أمرٍ معروف بسيط ، إلى أمرٍ معروف على نطاق أوسع وأشمل يصل إلى العالميّة ، وتعنى العولمة في أولى مراتبها بالأمور الإقتصاديّة ، ومن ثمّ تأتي السياسيّة ، ويليها الاجتماعيّة ، ومن بعدها الثقافية ، وما إلى هنالك من أمور .
إنّ هذا المفهوم وتعريف ومعنى يأخذ بالنمو والتشعّب ليتحوّل فيما بعد لسنّ القوانين ، بحيث يمكن السيطرة ومن ثمّ التحكّم بعد إزالة كافة الحواجز التي تكون محدّدة فيما بين بعض هذه الدول ، والتي غالباً ما تكون دول رأسماليّة ، تستطيع التحكّم بالإقتصاد في العالم ، بحيث تحصد النمو الأكبر بين الدول ، وبالتالي يكون سعيها للحصول على أسواقٍ إضافية جديدة ، فتقوم بدورها في عقد صفقاتٍ بينها وبين الدول النامية ، فنجدها قد أثّرت في شتى المجالات والميادين بشكلّ فعّال في الدول النامية .
لقد تحوّل العالم بفضل العولمة العالميّة لـ ( قرية صغيرة ) ، بعد أن كانت تفصل الدول عن بعضها مساحات شاسعة ، وكلّ ذلك بسبب السهولة في الإتصال وأيضاً في افنتقال في كل العالم .
لقد تحوّل العالم بفضل العولمة الاقتصاديّة ، وبرغم الميزات التي حصلت عليها العلاقات بارتفاع سقف الحريات ، مع أصحاب النفوذ الصناعية والمصالح الرأسماليّة ، إلى تسهيل وتمكين احتيال الشركات الربحية واستغلال القدرات الخدميّة ، وأيضاً القوى العاملة ، الأمر الذي أدى لاستنزاف القدرات والقوى لأجل تحقيق الأرباح للشركات .
وبسبب استغلال بعض الدول العظمى للدول الفقيرة ، وخاصة دول العالم الثالث النامية ، من أجل حصولها على مواد خام ، وكان ذلك في ظل ترويجٍ إعلاميّ حيث أطلق مصطلح ما يعرف بـ ( السكرة الإعلاميّة ) ، الأمر الذي أدّى إلى شراء المواد من قبل المواطنين بنسب عالية ، وجعل الإستهلاك بكميات كبيرة ، وقد تمركزت القوى الإقتصاديّة بيد أصحاب المال الأقوياء ، وأصحاب النفوذ ، وبذلك أصبح الإستغلال هو السمة لتحقيق الأرباح بنسب عالية على حساب المواطنين ، كل ذلك أدّى لظهور معارضين لهذه العولمة .
تهدف العولمة الثقافيّة لـ ( ـخلق وحدة ، ومنظومة متكاملة ) ، أمّا الهويّة فإنّ تركيزها الأساسي على التعدّدية حيث تدافع عنها وعن تنوّعها ، وبالتالي فإنّ هدف العولمة هو إزالة كل الحدود وضحدها ، أمّا الهويّة فهي دائمة السعي لإثبات كلّ الاختلافات فيما بين العالم ، وبالتالي فإنّ الهويةّ عندما تحاول أن تنتقل تحافظ على نفسها في العام عوضاً عن العام ، والمحافظة على المحدوديّة لا الشموليّة ، فإنّ العولمة دائمة الالبحث عن الشموليّة والسعي إلى العام واللا محدوديّة .