ان اي قولة فلسفية ماهي إلا موقف فيلسوف معين ل فكره ومضامينه فإذا اطلعت علي هذا الفكر فسوف تدرك ماهية هذه القولة ايا كانت وايا كان ماتعنيه .
ان منهجية تحليل اي قولة فلسفية هو ثلاث اركان :
- المقدمة
- العرض
- الخاتمة
والمقدمة في تحليل اي نص فلسفي هي اعطاء تعريفات موجزة للنص الفلسفي او القولة وتقديم مفاهيم مختلفة له ثم صياغة اشكالية التعامل معها عن طريق طرح التساؤلات حولها.
اما العرض فهو يتكون من التحليل والمناقشة والتحليل هو معرفة قائل القولة الفلسفية وطريقة فلسفته والموقف التي قيلت فيه القولة ثم توظيف موقف ذلك الفيلسوف . وللانتقال للمناقشة لابد ان يوضح المعني الكامن خلف القولة والاستشهاد باقوال مماثلة ان امكن ثم عرض المواقف المؤيدة والمعارضة لقولة ومايندرج تحتها واخيرا الخاتمة فهي تلخيص ما سبق مع توضيح اشكالية المقولة تاريخيا .
والان نتطرق ووسائل لشرح قولة فلسفية ليتسني لك فهم ما سبق .
هذه القولة التي بين يدينا تساهم في بناء الشخص من خلال طرح التساؤلات حول هويته وفكرة وجوده ويري القائل ان فكرة الوجود مرتبطة ارتباط وثيق بالتفكير وهكذا يمكن تحليل الانا كمفهوم وتعريف ومعنى فلسفي ووجودها .
إن هذه القولة تتضمن موقفا فلسفيا يتمثل في كون أن هوية الشخص تتمثل في التفكير باعتباره مجموع العمليات الذهنية التي تستعملها الأنا أثناء وعيها لذاتها، والتي تثبت – أثناء ممارستها – أن الأنا موجودة. وتتكون البنية المفاهيمية للقولة من ثلاث مفاهيم فلسفية وهي، مفهوم وتعريف ومعنى الأنا: وهو حقيقة الإنسان الثابتة والحاملة لكل الحالات النفسية والفكرية، كما يدل اللفظ على الجانب الواعي في شخصية الإنسان. ومفهوم وتعريف ومعنى التفكير: وهو كل العمليات العقلية التي تمارسها الذات، وتتمثل – حسب رونيه ديكارت – في: الشك، الفهم، التصور، الإثبات، النفي، الإرادة، التخيل والإحساس. وأخيرا مفهوم وتعريف ومعنى الوجود: وهو الكينونة ، ويطلق على الكون الذي يتشكل من العناصر المادية، والظواهر الطبيعية، ووجود الأنا، هو انبثاقها في هذا العالم. أما المكونات المنطقية للقولة فتتشكل من قضيتين وهما، القضية الأولى هي: ”أنا أفكر“، والقضية الثانية هي: ”أنا موجود“. والبنية البرهانية للقولة تنبني على أساس العلاقة استنتاجية، وهي أحد أشكال البرهنة وخاصة البرهان المباشر، وتتمثل في العلاقة الضرورية بين المقدمة والنتيجة، فالمقدمة هي: الأنا أفكر، والنتيجة هي الأنا موجود. والأداة اللغوية التي تدل على هذه العلاقة الاستنتاجية هي ”إذن“. إذا كان صاحب القولة قد حدد هوية الشخص في ملكة العقل والتفكير، فإن جون لوك قد ذهب في نفس الاتجاه، عندما اعتبر الشخص كائنا عاقلا قادرا على التفكير والتأمل، إلا أنه أضاف أن التفكير لا يمكن أن بتم إلا بواسطة الشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة، حيث لا يمكن الفصل بين الشعور والفكر، لأن الكائن البشري لا يمكن أن يعرف أنه يفكر. إلا إذا شعر أنه يفكر، وهذا الشعور هو الذي يشكل، في نظر جون لوك هوية الشخص التي تجعله يشعر أنه هو هو لا يتغير، كما تجعله يشعر باختلافه عن الآخرين، وكلما امتد هذا الشعور ليصل إلى الأفعال والأفكار الماضية، اتسعت وامتدت هوية الشخص لتشمل الذاكرة، لأن الفعل الماضي صدر عن الذات التي تدركه في الحاضر. أما شوبنهاور، وإن ساير كل من ديكارت ولوك في تحديدهما لطبيعة هوية الشخص باعتبارها ذلك العنصر الثابت في ذات الإنسان، مادام أن الفرد يكبر ويشيخ لكنه يحس في أعماقه أنه لا زال هو هو كما كان في شبابه وحتى في طفولته. إلا أنه عارض ديكارت فيما ذهب إليه من ربط لهوية الشخص بملكة التفكير والعقل، لأن هذا الأخير ليس إلا وظيفة بسيطة للمخ. كما انتقد تصور لوك الذي ربطها بالشعور بالذاكرة وأفعال الماضي، لأن الكثير من الأحداث الماضية للفرد يطويها النسيان، كما أن إصابة في المخ قد تحرمه من الذاكرة بشكل كلي، ومع ذلك فهو لا يفقد هويته. وأخيرا انتقد التمثلات العامية التي تربط هوية الشخص بجسمه، لأن الجسم يتغير عبر السنين سواء على مستوى مادته وصورته، في حين أن هويته تظل ثابتة، إن هوية الشخص في تصور شوبنهاور تتمثل في الإرادة، أي في أن نريد أو لا نريد.
ما يمكن استنتاجه في آخر معالجة هذا الإشكال الفلسفي هو أن هوية الشخص ليست عنصرا بسيطا، بل هي بنية مركبة تتشكل من مجموع السمات التي تميز ذات الإنسان، والتي تتجلى في الخصائص الجوهرية والثابتة فيه كالعقل، والشعور، والإرادة