المحبة لا تسقط أبدا
رسالة بولس الرسولِ الأولى إِلَى أهل كورِنتوس , و تتكون من الفصول الأتية :
الفصل الأول: المحبة أهم الفضائل .
الفصل الثاني: المحبة تتأنى وترفق .
الفصل الثالث: المحبة لا تحسد .
الفصل الرابع: المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ .
الفصل الخامس: المحبة لا تقبح .
الفصل السادس: المحبة لا تطلب ما لنفسها .
الفصل السابع: المحبة لا تحتد .
الفصل الثامن: المحبة لا تظن السوء .
الفصل التاسع: المحبة تفرح بالحق .
الفصل العاشر: المحبة المتفائلة .
الفصل الحادي عشر: دوام المحبة .
الفصل الثاني عشر: أعظمهن المحبة .
قام الرسول بولس بكتابة هذه الأصحاح خلال رسالة قام بارسالها لكنيسة كورنثوس ، وهذه كنيسة تشبه كنيسة اليوم بشكل كبير , فكما احتاجت كنيسة كورنثوس للتنبير على المحبة ، كما يصفها أصحاح المحبة العظيم (1كورنثوس 13) فنحن اليوم بحاجة للفضيلة نفسها ، وهي أعظم جميع الفضائل , تنقسم كنيسة اليوم الى عدة طوائف و متنوعة كما كانت كنيسة كورنثوس. وتنبر كنيسة اليوم على مواهب الروح القدس أكثر من تنبيرها على ثمر الروح القدس الذي يبدأ بالمحبة (غلاطية 5: 22، 23). كما أن الكنيسة اليوم تنبر على المواهب التي تشد انتباه المشاهد، مثل التكلُّم بألسنة، أو الشفاء، أكثر من تنبيرها على المواهب الأكثر أهمية، مثل الخدمة والتعليم والوعظ والعطاء والتدبير والرحمة والمحبة (رومية 12: 6-9).
قال الرسول بولس: « إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَقَدْ صِرْتُ نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ » (1كورنثوس 13: 1). وربما قصد الرسول بألسنة الملائكة لغة أسمى من كل لغةٍ يتكلمها الناس أو يعرفونها، كاللغة التي سمعها الرسول بولس عندما اختُطف إلى السماء الثالثة وسمع كلمات وعبارات لا يُنطق بها ولا يسوغ لأحدٍ أن يتكلم بها (2كورنثوس 12: 4).
وقد تعني «ألسنة الملائكة» اللغات الأجنبية التي تكلَّم بها الذين امتلأوا بالروح القدس يوم الخمسين. ولكن الكلام بأعظم لغة تسمو فوق إدراك الناس (بدون محبة) يشبه النحاس الذي يطن، أو الصنوج التي ترن، وهي آلات موسيقية بدائية للغاية، رخيصة الثمن، وإيقاعها الموسيقي من أضعف ما يمكن، فلا يحرك أحداً.
فالفصاحة العظيمة واللغة السامية مهما علَت، إن كانت بغير محبة، هي كأضعف آلة موسيقية رخيصة لا تعطي لحناً مميزاً.
يتحدث الرسول بولس هنا عن الألسنة المفهومة التي أعطاها الله لرسله يوم الخمسين (أعمال 2: 4) ولكنه يتحدث عن اللغة غير المفهومة التي كانوا يتكلمونها في كورنثوس، والتي قال الرسول بولس عنها: « لأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ لاَ يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ اللهَ لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْمَعُ. وَلَكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَسْرَارٍ.. إِنِّي أُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَلَكِنْ بِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا. لأَنَّ مَنْ يَتَنَبَّأُ أَعْظَمُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ إِلاَّ إِذَا تَرْجَمَ حَتَّى تَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَاناً. فَالآنَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ مُتَكَلِّماً بِأَلْسِنَةٍ فَمَاذَا أَنْفَعُكُمْ إِنْ لَمْ أُكَلِّمْكُمْ إِمَّا بِإِعْلاَنٍ أَوْ بِعِلْمٍ أَوْ بِنُبُوَّةٍ أَوْ بِتَعْلِيمٍ؟ اَلأَشْيَاءُ الْعَادِمَةُ النُّفُوسِ (الجماد) الَّتِي تُعْطِي صَوْتاً: مِزْمَارٌ أَوْ قِيثَارَةٌ مَعَ ذَلِكَ إِنْ لَمْ تُعْطِ فَرْقاً لِلنَّغَمَاتِ فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا زُمِّرَ أَوْ مَا عُزِفَ بِهِ؟.. وَلَكِنْ فِي كَنِيسَةٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بِذِهْنِي لِكَيْ أُعَلِّمَ آخَرِينَ أَيْضاً أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ كَلِمَةٍ بِلِسَانٍ.. فَإِنِ اجْتَمَعَتِ الْكَنِيسَةُ كُلُّهَا فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ وَكَانَ الْجَمِيعُ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ فَدَخَلَ عَامِّيُّونَ أَوْ غَيْرُ مُؤْمِنِينَ أَفَلاَ يَقُولُونَ إِنَّكُمْ تَهْذُونَ؟» (1كورنثوس 14: 2 و5-7،