الصداقة كنز عظيم لم يجده الكثير في الحياة، وهناك البعض يستمتع بمكنونات هذا الكنز العظيم، بينما البعض الآخر قد حاز على الكنز لكنه أضاعه من بين يديه، فالصداقة عنوان كبير لكثير من الأشياء الجميلة سواء التي تحدث في وقتها الجميل أو في وقت سيء لكن بوجود الصداقة تتجمل كل الأشياء. الصداقة هي العنوان الحقيقي للتواصل، وأيضا عنوان الانسجام والتناغم بين أرواح الأصدقاء، والصداقة تعني القوة وتكاثف الجهود، وتفجير كل الطاقات الكامنة بفعل اجتماع الأصدقاء، الصداقة أن يكون الإيثار سيد الموقف، وأن تكون التضحية هي الأساس، وأن يكون الدفاع عن الصديق دائماً في الحسبان، الصداقة هي الإرتقاء معاً أو السقوط معاً، وعندما نكون سويةً ومعاً، فإننا لن نسقط أبداً، الصداقة شيء عظيم لا تدرك الكلمات وعبارات السابقة إلا من لديه صديق حقيقي، أما دون ذلك فلن يدرك هذا الكلام.
والصداقة تتميز كثيراً عن باقي العلاقات، فمثلاً علاقة الأزواج لها خصوصيتها، وبالرغم من ذلك إلا أنه لا يمكن التخلي عن صديق أو الاستغناء عنه بمجرد الزواج، فالزوج شيء والصديق شيء آخر، الصديق هو الملجأ دائماً في كل شيء، وهو الخط الموازي لشخصيتك متى انحنيت عنه أو أصابك شيء من علاقاتك الأخرى، أو من تعب الحياة سيكون صديقك هو من سيوجّه هذا الخط، وهذا المسير من الاعوجاج إلى الصواب، ومن التشتت إلى التركيز.
خاطرة (رسالة) في حب صديق
أنت ياصديقي نبع كل الأشياء الجميلة، نبع الحنان والاطمئنان، نبع الصواب الذي أنظر إليه، أنت ياصديقي دليلي إذا ادّلهمت بي الخطوب، أعود إليك إذا ابتعدت، وأعود إليك إذا ضاقت عليّ أمور الحياة فتخفف عني بكلماتك الرقيقة الجميلة، فتغدو كل أموري كما لو أنه لم يحدث شيء، ياصديقي أنت نبراسٌ في حياتي، لا يجب أن ينطفئ، وأنت ساعدي الأيمن وأصابع يداي، لا تمتلئ إلا بين أصابع يديك، فنغدو شخصين تحمل ذات الروح أو كما يقال روح في جسدين، هكذا أنت ياصديقي.
يوم أن تختلف أحبه ذلك اليوم لأنك يا صديقي باختصار لن تتخلى عني فأكون في اطمئنانٍ دائماً، بأن اختلافنا لن يضيعنا، وهذا دليل صداقتنا وعمقها، ودليل جمال روحك ورقيها. بك ياصديقي عرفت أشياء كثيرة، ومنك تعلمت الكثير، سترد عليّ، وأنك مثل ذلك لكني أقول لك، بل أنا أكثر منك تعلمت ودرست وارتقيت بفعل أفعالِك الرائعة معي.
ياصديقي أنا وأنت، وأنت وأنا لا فرق بيننا، طالما نحن على ذات الأرض وفوقنا السماء لا تهم الأسماء فأنا وأنت اسم واحد وحيد لايتكرر مهما حاول الآخرون إعادة صياغة الأسماء كي يشبهوننا، ياصديقي أنت لي كمثل المرسى للسفن التي تصل للميناء تعبة من مشوارها عبر البحر وتلاطم أمواجه على جوانبها، فتسكن وتهدأ في مرساها، وأنت كذلك بالنسبة لي أنت مرسى نفسي، إذا تلاطمت بي أمواج الحياة وعواصفها.
ياصديقي أنا منك وأنت مني ولا بديل عن ذلك أبداً .