الصلاة
الصلاة هي الحد الفاصل ما بين الكفر والإيمان؛ فالصلاة عمود الدين الإسلامي، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة في الموقف العظيم فمن كانت صلاته صالحة مقبولة فقد صلح سائر عمله وقبل بإذن؛ أما من كانت صلاته غير مقبولة فقد غوى وبطل عمله.
الصلاة الركن الثاني في الإسلام وتركها كفر بالله تعالى، ويعاقب تاركها في سقر- اسم من أسماء جهنم- قال تعالى:? ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين?[ المدثر :4243] فتاركها معرض عن دين الله كما أنه يعذب على تركها في قبره، وقد توعد الله سبحانه وتعالى مؤخري الصلاة عن وقتها بالعذاب الأليم؛ فنظرا لعظم أمر الصلاة يجب أداؤها في وقتها الذي كتبه وحدده الله تعالى، وبالصفة والطريقة التي ثبتت في الكتاب والسنة.
فرض الصلاة
عندما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى بالترتيب، ثم وصل إلى سدرة المنتهى ثم عرج به إلى الجبار جل جلاله في علاه، دنا النبي صلى الله عليه وسلم منه حتى كان بينهما قاب قوسين أو أدنى، كما نصت بذلك الآيات الكريمة؛ فأوحى الله سبحانه لعبده صلى الله عليه وسلم بما شاء أن يوحي له، ثم فرض عليه وعلى أمته الصلاة وعددها خمسون صلاة في اليوم والليلة.
رجع الرسول صلى الله عليه وسلم من السماء ومر على موسى عليه السلام؛ فسأله موسى بما أمرك ربك؟ قال: بالصلاة خمسون مرة في اليوم والليلة، أجابه موسى: لن تطيق أمتك هذا العدد ارجع إلى ربك واسأله التخفيف، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام؛ فأشار عليه جبريل بنعم أن رغبت في ذلك.
رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه وسأله التخفيف وانقاص وانقاص عن أمته في أمر الصلاة؛ فأنقص منها عشرا فأصبحت أربعين صلاة، ثم عاد إلى موسى عليه السلام؛ فأخبره أن أمته لن تطيق هذا العدد؛ فارجع إلى ربك، وهكذا بقي النبي صلى الله عليه وسلم يتردد ما بين الله جل جلاله وموسى عليه السلام في كل مرة ينقص منها عشرا؛ حتى أصبح العدد خمسا.
عندما أصبح عدد الصلوات خمسا أشار موسى على النبي صلى الله عليه وسلم بالرجوع إلى ربه وسؤاله التخفيف وانقاص وانقاص أيضا فقال عليه السلام: قد استحييت من ربي، ولكني أرضى وأسلم، فلما بعد نودي أن قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي، هي خمس وهن خمسون، لا يبدل القول لدي، وعندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة أخبر قريشا ما رأى، وفي الصباح نزل جبريل وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم طريقة الصلاة وأوقاتها.
الصلاة كما أسلفنا فرضت في رحلة الإسراء والمعراج؛ لكن اختلف المؤرخون في تحديد السنة التي حدثت فيها هذه الرحلة؛ فقيل: في نفس سنة البعثة، وقيل: بعد البعثة بخمس سنين، وقيل: بعدها بعشر سنين أو اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة سنة بعد النبوة.