تعتبر قبّة الصخرة المشرفة واحدة من أهم المعالم المرتبطة بالديانة الإسلامية، وهو من أهم مساجد المسلمين سواءً إذا اقترن بالمسجد الأقصى أو إن نظرنا إليه نظرة منفصلة عنه. تقع قبة الصخرة المشرفة في داخل حدود المسجد الأقصى المبارك، من هنا فقد كان لهذا المسجد أهمية وفائدة كبيرة في الدين الإسلامي الحنيف، فالمسجد الأقصى المبارك هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بعد كل من المسجد الحرام في مكة المكرمة و والمسجد النبوي في المدينة المنورة.
وكما ذكرنا سابقاً فإنّ مسجد قبة الصخرة هو من المساجد الموجودة في داخل أسوار المسجد الأقصى الكبير الذي تبلغ مساحته ??? دونماً، والمسجد الأقصى يقع في مدينة القدس في فلسطين العربية المحتلة من قِبل اليهود الصهاينة.
بُني مسجد قبة الصخرة المشرفة فوق الصخرة التي صعد رسول الله الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – منها إلى السماء في رحلة المعراج، بعد أن أسرى به الله تعالى إلى المسجد الأقصى المبارك. ولقد قام ببناء هذا المسجد المبارك خليفة المسلمين الأموي عبد الملك بن مروان في زمن تولي الأمويين لشؤون المسلمين، ولقد أشرف على بناء هذا المسجد العظيم رجاء بن حيوة وهو واحد من أشهر التابعين، وساعده في ذلك مولى الخليفة عبد الملك بن مروان يزيد بن سلام.
على الرغم من القيمة التاريخيّة الكبيرة والدينية العظيمة لمسجد قبة الصخرة المشرفة، إلا أنه هناك محاولة خبيثة تهدف إلى ايهام المسلمين أنّ المسجد الأقصى هو قبة الصخرة المشرفة فقط، وهذا أمر خاطئ يجب التنّبه إليه والحذر منه، فكل ما يقع في داخل السور هو من المسجد الأقصى، وهذا المسجد المبارك هو الذي ورد ذكره في القرآن الكريم في آية الإسراء " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ". وهو المسجد الثالث الذي تُشد إليه الرحال كما قال رسول الله الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم -، فالصلاة فيه تعادل 500 صلاة فيما سواه من المساجد.
يتعرّض المسجد الأقصى وبشكل يومي إلى أشد أنواع الممارسات العنصريّة من قِبل جيش الاحتلال الصهيوني الغاشم، حيث يُمنع المصلون من الدخول إليه، وتُفرض عليهم العديد من القيود المختلفة، وتقتحم قطعان المستوطنين والصهاينة هذا المسجد الشريف المبارك ويهاجم كل من فيه رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، وكل هذا يحدث في ظل مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي من المفترض أن تكون حرية العبادة عنده مقدسة.