سوق عكاظ يرجع هذا الإسم إلى أشهر الأسواق عند العرب في زمن الجاهلية ، و سوق عكاظ ليس كالأسواق التجارية فقط و إنتعرف ما هو سوق يختص أيضاً بالشعر ، و سمي سوق عكاظ بهذا الإسم نسبة إلى العراك الذي مان يتاركون به في الشعر ، و كلمة عكاظ حسب ما تم نقله من كتب التاريخ أصل كلمة عكاظ من الفعل عكظ أي حبس ، و يتعاكظون أي يتحابسون للمفاخرة ، و إرتبط الإسم بشكل وثيق بسبب معاركتهم بالشعر و التفاخر و تحقيق الغلبة و القهر ، و الكثير من أدباء العرب مثل الياقوت الحموي و الزمخشري و السهيلي و ابن دريد و الخليل بن أحمد في مؤلفاتهم ذكروا إن سوق عكاظ كانت العرب يتعكظون فيه أي يتناشدون بالشعر و يتحاججون و يغلب بعضهم بعض بالمفاخرة و القهر .
كان يقام سوق عكاظ كل سنة في أحد السهول المنبسطة ذات النخيل الوفير و المياه فكان المكان مهيئاً تماماً لإقامة السوق حيث يقع في موقع متوسط بين مكة و الطائف و هو قريب من الطائف مسيرة ليلة و قريب من مكة مسيرة ثلاث ليالي .إن سوق عكاظ كان يقام لمدة شهر كما ذكرت كتب التاريخ إنه يبدأ من صباح اليوم الأول من شهر ذي القعدة و يمتد مدة عشرون يوماً و بعدها يقضون عشرة أيام في سوق مجنة و يقضون ثماني أيام في سوق مجاز فكانت هذه الأسواق الثلاثة محطة للعرب حتى يقضوا شهرهم قبل الذهاب للحج الذي يبدأ في شهر ذو الحجة .
يذكر عند بدء الدخول في شهر ذو القعدة كانوا ينصبون الخيام للتحضير لسوق عكاظ و من القبائل التي كانت تقوم بنصب الخيام قبيلة عدوان و هوازن ، و مع توافد الوفود من القبائل العربية كان يحضرون معهم البضائع مثل السمن و التمور و العطور و الإبل و الأغنام و غيرخا من البضائع التجارية ، و عدا عن ذلك كان يقصده الشعراء فيتحاكمون بالشعر أي يلقي الشاعر شعره أمام كبار الشعراء فيقومون بتذوق الشعر و محاججة الشاعر فيه ثم يقومون بالمناظرة بين الشعراء فإما الشاعر يغلب أو يقهر ، و أشهر شعراء سوق عكاظ النابغة الذبياني .
أما بالنسبة لنهاية سوق عكاظ قيل فيه قولان إستمر في الجاهلية حتى جاء الإسلام لأن سوق عكاظ كان فيه أوثان أي أصنام و هذا المر فيه معصية لله تعالى ، و المقولة الأخرى إستمر في الإسلام حتى عهد الخوارج عندما قاموا بسرقته و تدميره فخاف العرب من هؤلاء السارقين فلم تقم قائمة بعدها لسوق عكاظ .