المد والجزر
على كوكب الأرض سر الحياة وهو الماء الذي يشكل حوالي ثلاثة أرباع الكرة الأرضية من سطحها، والذي يقوم بدور حيوي وفعال في الحفاظ على توزانها وبقائها نابضة بالحياة، تشكل المحيطات، والبحار، والمسطحات المائية الأصغر عصب الحياة للمخلوقات على سطح الأرض فهي بحدّ ذاتها حياة كاملة لا تنقص أهمّيّتها عن الحياة على اليابسة أبداً، بل تكملها وتغنيها بالعديد من الظواهر الطبيعيّة التي تسهل الحياة لسكان اليابسة من الكائنات الحية. تعتبر ظاهرة المد والجزر من الظواهر الحيوية التي تحدث طبيعيّاً في البحار والمحيطات وتشكل أهمية وفائدة كبرى للإنسان سوف نلقي الضوء عليها من خلال هذا المقال.
إنّ ظاهرة المد والجزر هي ارتفاعات وانخفاصات متعاقبة لسطح البحر حيث تأتي ظاهرة المد والجزر نتيجة ثلاثة تفاعلات رئيسّية هي جاذبية القمر، وجاذبية الشمس، ودوران الأرض، فالأرض والقمر يتجاذبان في مايعرف بالقوى التجاذبية، لكن النقطة الأبعد من القمر في الأرض هي أقلّ عرضة للقوى التجاذبيّة من تلك الأقرب إليه، وهذه القوى التجاذبية تؤدّي إلى ظاهرة تمدد الأرض، أما مياه المحيطات فيتغير شكلها أكثر من الأرض لتشكل كتلاً في جوانب اليابسة تعرف بظاهرة المد والجزر الثابتة أي تبدل لملامح اليابسة مع تغيرشكل الجزء الصلب، ومياه البحار المحيطة به. مفعول الشمس مماثل لكن بما أنّ المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس هي أكبر بكثير من المسافة بين الأرض والقمر، فإنّ قوى التجاذب هي أضعف بمرتين، في حال كان القمر، والأرض، والشمس في الخط المستقيم نفسه تجتمع تفاعلاتها وتؤدّي إلى ظاهرتي المد والجزر الكبرى التي تحدث في إطارها حركة المد والجزر الربيعيّة، وفي حال شكلت وضعية الشمس، والقمر، والأرض زاوية قائمة تتعارض التفاعلات وتشكل ظاهرتي المد والجزر الصغرى.
فوائد المد والجزر لسكان السواحل
- تعمل على تطهير المحيطات والبحار من الشوائب الموجودة بها وكذلك بالنسبة للموانئ ومصبات الأنهار.
- تسهل حركة السفن والبواخر وتسهيل دخولها إلى الموانئ التي عمق مياهها قليل مما تسهل عملية النقل البحري بين الموانئ القريبة.
- تؤدي جركة ارتفاع الماء في عملية المد من تسهيل وصول الماء إلى الأقنية والطرق ووسائل المائية التي يقيمها المزراعون من أجل ري مزروعاتهم.
- استغلال قوة دفع المياه الناتجة من ظاهرتي المد والجزر في تشغيل الطواحين المائية التي يستغلها المزارعون في طحن محاصيلهم الزراعية.
- تساعد على تشعيل محطات توليد الكهرباء الساحلية وذلك من خلال استغلال قوة دفع الماء بحركة المد والجزر.
- تسهل عملية صيد بعض انواع السمك الذي يفضّل العيش في الأماكن الضحلة في البحار والمحيطات فتجذبها قوّة المياه إلى الشواطئ.