يمثل معدل الإنجاب متوسط عدد الأطفال الذين يولدون من أم واحدة، و التعريف ومعنى هنا دقيق جدا؛ حيث إنه حسب عن طريق إنجاب المرأة الواحدة وليس الأسرة الواحدة، ( على اعتبار أن الفرد يشكل أكثر من أسرة في حياته)، ولو كان معدل الإنجاب منخفضا جدا في دولة معينة فإن معدل الوفيات سيفوق المواليد، وبالتالي سيكون مصير شعب الدولة معرضا للخطر ، و هذا ما أصبحت تعاني منه دول كبرى منها: روسيا، واليابان، وألمانيا، وفرنسا، وسويسرا، ومجموعة من الولايات الأمريكية، إضافة إلى عدة دول أوروبية ؛ حيث تشهد هذه الدول اليوم انكماشا سكانيا كبيرا.
و بحسبة بسيطة نجريها، لو أراد شخص ما معرفة أقل معدل إنجاب مطلوب للحفاظ على المجتمع من الانكماش السكاني، فسيقول إن ذلك يجب أن لا يقل عن ( 2 ) ، أي مولودين لكل امرأة، على اعتبار أنه تشارك في هذين المولودين ذكر وأنثى ( أسرة ) و لم ينجبا غيرهما ، فإذا ما توفيا مستقبلا سينجبان اثنين مكانهما ، و بالتالي يحفظ العدد الكلي للسكان من النقص. و لكن العلماء و الباحثين وجدوا أن معدل الإنجاب يجب أن يكون أكثر قليلا من ( 2 )؛ بسبب تعرض بعض مواليد الجيل الجديد للموت قبل أن يتزوجوا، أو أن يعيشوا ويتزوجوا لكنهم لا ينجبون، فكان المعدل الأدنى المطلوب حسب احسن وأفضل التقديرات هو ( 2.1 ) أي اثنان وواحد بالعشرة ، و هذا العشر الإضافي وضع لتجنب أي نقصان بسبب الوفاة، أو عدم الإنجاب في جيل لا يسهم في بناء الجيل الذي يتلوه.
وعلى الرغم من وجود دول كثيرة فاقت هذا الرقم في معدلات إنجابها، إلا أنه يوجد دول أخرى وصلت الحافة الحرجة أي عند الرقم ( 2.1 )، و بالتالي أي نزول عن هذا المعدل سيؤدي إلى تلاشي السكان مع مرور الزمن! وهذا ما حصل فعلا في الوقت الحالي مع عدة دول كبرى ومتقدمة مثل: اليابان، وروسيا، وألمانيا، وغيرها الكثير؛ حيث باتت هذه الدول تزحف تحت وطأة الانكماش السكاني منذ سنوات !