فدك عبارة عن واحة تقع في شبه الجزيرة العربية وتحديدا في المملكة العربية السعودية ، تقع بالقرب من خيبر ، في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة حائل حيث تتبع إداريا لها ، كانت قديما مسكنا لليهود ، وقبلهم ( العماليق ) أحفاد سام بن نوح ، وتمت إبادتهم على يد الملك العراقي ( نابونيد ) ، ولكنهم تمكنوا من السيطرة على الواحة بعد عشرة أعوام ، وبقيوا فيها إلى أن تمكن من السيطرة عليها يهود خيبر .
تشتهر فدك بزراعة التمور والقمح ، وتقع على مسافة يومان من المدينة المنورة ، هذا الأمر كان قديما قبل اكتشاف وسائل النقل الحديثة ، أما حاليا فتستغرق المسافة ثلاث ساعات من فدك باتجاه المدينة ، حيث تربط بينها وبين المدينة طريقين رئيسيين هما :-
الأول :- يمتد هذا الطريق من محافظة ( الحناكية ) باتجاه ( هجرة الصويدرة ) إلى الحليفة السفلى ومن ثم الحليفة العليا مرورا بعدد من القرى وصولا إلى محافظة ( الحائط ) .
الثاني :- وهو الأقرب إلى المدينة ، حيث يمتد من محافظة ( الحناكية ) مرورا بمدينة ( النخيل ) وعدد من القرى ، والطريق هذه رملية لم يتم إنجازها بعد بطرق ووسائل إسفلتية .
كانت فدك مسكنا لطائفة يهودية لمدة سبعة أعوام ، أصابهم الرعب فقاموا على الفور بعقد معاهدة صلح مع الرسول محمد صلى الله علي وسلم ، لتبدأ بعدها بالإنضمام إلى التاريخ الإسلامي ، وقام صلى الله عليه وسلم بوهب الواحة لإبنته فاطمة الزهراء ، فكان العاملون بها يأتون بالحصاد أو قيمته بالمال لفاطمة حتى وفاة النبي عليه السلام ، لتصبح بعدها الواحة تابعة للعامة والدولة .
كانت فدك قديما عبارة عن قطعة أرض زراعية تمتاز بخصوبتها ، وكانت ريع تلك المحاصيل كبيرا في ذلك الوقت ، وحتى لا تسمى إرثا من النبي عليه الصلاة والسلام ، لأنه عليه السلام قال في حديث له : " إنا معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة " ، استند أبي بكر الصديق على قول الرسول هذا عندما طالبته فاطمة الزهراء بنصيبها من فدك ، وكان هذا الخلاف الذي وقع بينهما ، وكان أبي بكر يستند على قول النبي في هذا الأمر ، ومن هنا بدأت نقطة خلاف جديدة بين ( السنة والشيعة ) ، فقد اعتبر الشيعة بأن أبي بكر قام باغتصاب حق فاطمة الزهراء في ميراثها ، وكان رأي أهل السنة يستند على قول النبي الذي ذكرته ، إضافة إلى أن الميراث الوحيد الذي يورثه الأنبياء هو علما نافعا يهتدي به البشر إلى طريق الصواب .