مضيق هرمز
يقع مضيق هرمز في المنطقة المعروفة باسم الخليج العربي، إذ يفصل هذا المضيق بين كل من الخليج العربي نفسه وبين خليج عُمان وبحر العرب، من هنا يعتبر هذا المضيق الممر المائي الرئيسي والوحيد لكل من الدول العربية التالية: قطر، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، والعراق، والبحرين، ويقع هذا المضيق أيضاً بين كل من إيران من الجهة الشمالية، وبين سلطنة عُمان من الجهة الجنوبية.
بضم هذا المضيق العديد من الجزر التي تتميز بحجمها الصغير وخلوها من السكان، من هذه الجزر جزيرة قسم والتي تعتبر الجزيرة الأكبر فيه، إلى جانب جزر أخرى مثل جزيرة هرمز ولاراك، وطنب الصغرى والكبرى وجزيرة أبو موسى حيث تعتبر هذه الجزر من الجزر المتنازع عليها بين بين الإمارات العربية المتحدة وإيران.
يقدّر عرض المضيق بحوالي الخمسين كيلو متراً تقريباً، أمّا عمقه فيقدر بنحو 60 متراً، هذا ويقدر عرض هذا الممر الذي تدخل وتخرج منه النواقل والسفن بحوالي 11 كيلو متراً تقريباً.
أهمية وفائدة مضيق هرمز
يعتبر مضيق هرمز واحداً من أهم المضائق العالمية على الإطلاق، سواء في القديم أم في الحديث، وهذه الأهمية وفائدة نابعة بشكل أساسي من الموقع الاستراتيجي والهام الذي يتمتع به هذا المضيق، إذ سعت الدول العظمى قديماً للسيطرة عليه، فمن يسيطر عليه يكون قد حاز وامتلك شيئاً عظيماً جداً نظراً إلى كونه ممراً تجارياً هاماً وبحرياً وحيداً لواحدة من أهم مناطق العالم على الإطلاق.
كان مضيق هرمز خاضعاً للسيرطة البرتغالية، بعدها كان محور صراع رئيسي بين دول أوروبية كبرى كبريطانيا وفرنسا، إلا أن بريطانيا كانت تعتبر ممراً رئيسياً ونقطة هامة توصلها إلى الهند، من هنا فقد استطاعت هذه الدولة العبث بشؤون المناطق التي تقع حول هذا المضيق من أجل إحكام سيطرتها عليه، وفي الحقيقة حدثت صراعات بين الدول الأوروبية انتهت في نهاية المطاف إلى سيطرة البريطانيين على هذا المضيق.
أهمية وفائدة مضيق هرمز في العصر الحديث تضاعفت، فبعد أن كانت أهميته نابعة من كونه ممراً هاماً واستراتيجيّاً للنواقل والسفن البحرية، صار اليوم هاماً بدرجة أكبر بسبب النفط، فالاحتياطي النفطي في هذه المنطقة التي يعتبر المضيق مدخلاً بحريّاً رئيسيّاً لها تعتبر واحدة من أغنى مناطق العالم بمصدر الطاقة النفطي، ولهذا السبب فقد تضاعفت أهميته وازدادت الصراعات بين الدول من إجل إطباق السيطرة عليه ودخل لاعبون جدد على خط النزاعات على هذا الممر منها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي، حيث سعيا إلى تقوية وتنمية النفوذ في المنطقة المحيطة بالممر من أجل فرض الهيمنة عليه.