البصر هو نعمة من الله تعالى منَّ بها علينا ، ويجب على كل شخص الذهاب للطبيب والكشف الدوري على عينيه لتفادي أي مشاكل وعيوب أو أمراض قد تصيب العين ، ينصح الأطباء بالكشف على العيون كل ستة شهور للإطمئنان وللحفاظ على البصر .
تكثر الأمراض التي قد تصيب العين ومن أخطرها مرض إرتفاع ضغط العين ، أو الجلوكوما ، أو الماء الأزرق ، أو الماء الأسود ، مسميات مختلفة لمرض مرتبط بإرتفاع ضغط العين ، يوجد نوعين من السائل في العينين سائل الدمع وهو خارجي ولا علاقة له بالجلوكوما ويعمل الدمع على ترطيب العين أما الجلوكوما أو الماء الأزرق هو سائل داخلي في حجرة من حجرات العين يعمل على تغذية العين ولا يمكن الوصول إليه وهو سائل نقي خالي من أي ميكروبات . كما يتصف هذا السائل بالتجدد الدائم وله ضغط معين يجب الحفاظ على مستواه ثابتا حتى لا يرتفع ويؤدي إلى إتلاف الأعصاب البصرية .
ينتج هذا السائل الداخلي للعين من أسفل المنظقة الهدبية وله زوايا تصريف تقوم بتصريف هذا السائل ومن ثم تجديده وفي حالة إنغلاق زوايا التصريف يتم إرتفاع ضغط العين وتلف بعض أعصاب العين والأعصاب الفرعية المتشعبه من الأعصاب الرئيسية .
في الأغلب تعد أعراض الجلوكوما صامته حيث قد يحدث إنسداد لمجرى التصريف وتلف أحد الأعصاب دون علم المريض وقد تتطور الحالة ليصاب الشخص بالعمى ويتم الكشف عنه عند طبيب العيون وقياس ضغط العين الداخلي .
قد تحدث بعض الأعراض والتي ربما لا يهتم لها المريض ولكن يجب أخذها بالحسبان ومتابعة الكشف الطبي عند الطبيب المختص لتفادي أي مشاكل وعيوب ومنها صداع في الرأس وحول العينين مع وجود بعض الآلام المصاحبة في العينين ويصاحبها إحمرار في بياض العين وإنخفاض مستوى البصر والرؤية وأنخفاض الرؤية الجانبية ، ورؤية بعض ألوان الطيف محاضة بالأضواء كهالات حولها ، وغالبا الأعراض يشعر بها المريض ذو الزاوية المفتوحة .
تبدأ أعراض الجلوكوما بالإنحسار تدريجيا من الجوانب وأطراف العين وتتجمع الرؤيا في البؤرة المركزية إلا أن تنعدم الرؤيا تماما في بعض الحالات ، ينقسم الجلوكوما إلى قسمين :
- جلوكوما الزاوية المفتوحة وهو نوع تتكون فيه الماء الزرقاء مع وجود قنوات تصريف مفتوحة ولكن التصريف لا يتم بشكل تام ويبقى الماء داخل العين مما يسبب في مشاكل وعيوب كثيرة وفي إتلاف الأعصاب البصرية إلى حد كبير وإنحسار في الزوايا الجانبية للرؤيا ومن ثم فقدان البصر في بعض الحالات ، ويعتبر هذا النوع صامت الأعراض ويكتشف تشخيصه بشكل مفاجئ أو عند تدني مستوى الرؤية بشكل كبير .
- جلوكوما الزاوية المغلقة أو الضيقة تتعرض أنابيب التصريف في هذا النوع إلى الضيق أو الإنسداد مما تؤدي إلى إنحباس السائل وإرتفاع ضغط العين وفي هذه الحالة قد تظهر بعض الأعراض التي تم ذكرها سابقا .
يتم فحص وتشخيص المرض عن طريق زيارة طبيب العيون ومن ثم فحص العين وقياس مستوى الضغط الداخلي للعين وقياس مستوى تلف الأعصاب وقياس مستوى الرؤية وتدنيها ومن ثم أخذ الإجراءات اللازمة للعلاج و دواء .
في البداية كان العلاج و دواء مقتصر على بعض القطرات التي يتم إعطاؤها للمريض ليتم تقطير العين بها وتستخدم لمدى الحياة ، وتعمل هذه الأنواع من القطرات على خفض ضغط العين بنسب متأرجحة كما أن لها بعض الأعراض الجانبية المزعجة ويتم أخذ نوع من الحبوب لإتمام حالات العلاج و دواء .
وحاليا يتم علاج و دواء ضغط إرتفاع ضغط العين بإستخدام الليزر البارد أو فتح بعض أنابيب التصريف المغلقة أو الضيقة في حالات جلوكوما الزاوية المغلقة ، وتتم زراعة صمامات في الجلوكوما المفتوحة والتي تتصف بسوء التصريف .
وهذه الأنواع من العلاجات تتسم بفعالية جيدة وبكفاءة على المستوى البعيد ، ويجب على كل شخص مراعاة الإستمراية في الكشف عند طبيب العيون وخاصة كبار السن .
ولمزيد من المعلومات يمكنكم مشاهدة فيديو يتحدث فيه الدكتور سالم أبو الغنم استشاري طب وجراحة العيون عن مرض ضغط العين.