في معرض حديثنا عن المنجزات البشرية الهائلة والضخمة والتي أحدثت نقلة كبيرة في التاريخ وفي العلوم، وأيضاً وفي معرض حديثنا عن منجزات العقل البشري والقدرات الهائلة التي استطاع أن ينجزها، وأخيراً ومن خلال حديثنا عن الإبداع والتميز في الإنجاز والتفكير الريادي والمتفوق، ومن خلال حديثنا عن هذه الأمور كافة لا يمكننا أن نتجاوز واحداً من أعظم المنجزات البشرية وهو مصباح إديسون الكهربائي، فكل النقاط سابقة الذكر تتقاطع عند هذا الاختراع المذهل الذي يعد سابقة من السوابق والذي أصبح علامة فارقة من علامات و دلائل التاريخ، وذلك نظراً للأهمية وفائدة العظمى والهائلة لهذا الاختراع الكبير. والمصباح الكهربائي لم يأت من فراغ أو أنه لم يظهر بين يوم وليلة، بل جاء نتيجة عمل شاق مضن، وصل فيه إديسون وفريقه الليل والنهار في سبيل الوصول إلى هذا الإختراع العبقري. فلم ينجح إديسون في اختراع المصباح من المحاولة الأولى بل احتاج إلى العديد من المحاولات والمحاولات المضنية إلى أن وصل إلى ما وصل إليه هذا المخترع العبقري.
فبناءً على التراكمات السابقة من التجارب والتي امتدت على فترة طويلة من الزمان وصلت إلى ما يقارب ثلاثة أرباع القرن حيث يقال على لسان بعض المؤرخين أنّ عدد من حاولوا قبل إديسون في المصباح الكهربائي وصل إلى 22 مخترعاً، استأنف توماس إديسون العمل على اختراع المصباح الكهربائي المتوهج، فبعد أن أخفق إديسون في اختراع المصباح باستخدام أسلاك من مادة البلاتين، استبدل البلاتين بالكربون، حتى قام بأول محاولة ناجحة لإضاءة المصباح في العام 1879 ميلادية و تحديداً في شهر أكتوبر و في اليوم الثاني والعشرين من هذا الشهر. واستمر المصباح مضاءً لمدة وصلت إلى 13 ساعة و 30 دقيقة، بعد ذلك قام إديسون بتطوير المصباح الكهربائي وبتحسينه و بالإضافة عليه إلى الرابع من نوفمبر من نفس العام حيث أنه قدم طلباً في هذا اليوم وذلك للحصول على براءة اختراع والتي استلمها في السابع والعشرين من شهر يناير من العام 1880 ميلادية. وبعد أن استلم براءة الاختراع بفترة اكتشف إديسون وفريق عمله، أنّ الأسلاك المكونة من الخيزران يمكنها أن تدوم لفترة تتجاوز الـ 1200 ساعة تقريباً. أمّا أول عرض لهذا المصباح فكان في الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر من العام 1879 ميلادية. وعلى الرّغم من إديسون جاء بعد 22 مخترعاً إلا أن المصباح نسب إليه في النهاية لأنّ مصباحه الكهربائي هو المصباح الأكثر استقراراً.