أودع الله عزّ وجل نعمة الضوء على كوكب الأرض من أجل استمرار البشرية عليه، فالضوء هو ذلك النور الذي ينير حياة الإنسان وقلبه وعقله، فهو الذي يمكنه من رؤية جميع الأشياء الموجودة حوله على هذا الكوكب، وبواسطته يستطيع ممارسة القراءة التي تنير عقله، واحسن وأفضل ما يمكن للإنسان أن يقرأه في حياته هو القرآن الكريم الذي ينير القلوب، كما أنه بوجود الضوء يستطيع الإنسان أن يتم أعماله وأنشطته اليومية من دراسة وعبادات وأعمال يومية من أجل تحقيق الغاية التي خُلق لأجلها وهي عمارة الأرض، والضوء موجود في هذا العالم منذ الأزل، فأصبح للإنسان رفيق دربه الذي لا يمكنه الاستغناء عنه مطلقاً، لكن تعرف ما هو الضوء؟
الضوء هو أحد أشكال الطاقة، وهو أيضاً أحد أنواع الإشعاع الكهرومغناطيسي، وما يميّز الضوء عن غيره من الإشعاعات هو أنه مرئي للعين للبشرية، وهو المسؤول عن حاسة الإبصار لدى الإنسان، والضوء كغيره من الأشياء الموجودة في هذا العالم يتعرّض إلى العديد من الظواهر التي قد تؤثّر عليه، كظاهرة الانعكاس الضوئي، التي نسمع عنها كثيراً، فتعرف على ما هى ظاهرة الانعكاس الضوئي؟
تعريف ومعنى الانعكاس الضوئي
الانعكاس الضوئي هي إحدى الظواهر التي يتعرّض لها الضوء، والتي يحدث فيها ارتداد للموجات الضوئيّة الساقطة على سطح عاكس، ويحكم هذا الانعكاس الضوئي ما يسمّى بقانون الانعكاس، والذي مفاده أنّ الموجة الضوئية الساقطة على السطح العاكس بزاوية معينة فإنها سترتد (ستنعكس) عنه بزاوية مساوية لزاوية سقوطها عليه.
وظاهرة انعكاس الضوء لم تكن معروفةً لدى البشر من قبل، إلا بعد مجيء ابن الهيثم، الذي عمل على اكتشاف هذه الظاهرة ودراستها وتوضيح ماهيتها، وفي ما يلي نبذة بسيطة عن العالم الجليل ابن الهيثم:
هو أبو علي بن الحسن بن الهيثم، أحد العلماء العرب والمسلمين الذي كان شاهداً على العصر الذهبي للإسلام آنذاك، فقد ولد في مدينة البصرة، عام 354 هـ، وتوفي عام 430 هـ، وقد لقب هذا العالم الجليل بالعديد من الألقاب منها البصري، وذلك اشتقاقاً من اسم المدينة التي كانت مسقط رأسه، أما الغرب فقد سمّوه (لهَزِن)، كما لقبوه أيضاً (بطليموس الثاني)، والفيزيائي.
ويعتبر ابن الهيثم من أبرز العلماء المساهمين في علوم الرياضيات، البصريات، الفيزياء، الفلك، الهندسة، طب العيون، الفلسفة العلمية، الإدراك البصري، والعلوم بشكل عام، وقد كان ابن الهيثم أول من أسّس علم المناظر، وأوائل العلماء الذين ارتادوا المنهج العلمي في إجراء تجاربهم، كما أنّه من أوائل الفيزيائيين التجريبيين الذين لم يلجؤوا إلى تجارب أخرى لتفسير نتائج الرصد والتجارب، فقط تعامل معها وحدها في محاولة تفسيرها بطريقة رياضية. وكان لابن الهيثم العديد من المنجزات التي أسهمت بشكل كبير في تقدم البشرية، أبرزها:
- اكتشافه لظاهرتي الانعكاس والانكسار للضوء.
- عمل على تصحيح بعض المفاهيم التي سادت في ذلك الوقت والتي كانت ضمن نظريات أرسطو، بطليموس، وإقليدس، بحيث عمل جاهداً على إثبات أن الضوء ينتقل من الأجسام إلى العين وليس العكس، كما كان سائداً في تلك الفترة.
- كان أوّل من شرّح العين تشريحاً كاملاً، كما عمل على توضيح وظيفة كل عضو فيها.
- أول من وضع المبادئ التي اعتمدوها في اختراع الكاميرا.
- وقد كان أول من درس التأثيرات والعوامل النفسية للإبصار.
- توصّله إلى ما يسمى (مسألة ابن الهيثم)، وهي عبارة عن معادلة من الدرجة الرابعة حول انعكاس الضوء على المرايا الكروية والتي أضافها إلى كتابه (المناظر).