بعث الله تعالى الأنبياء والمرسلين مبشّرين للنّاس ومنذرين، وقد أخذ الله تعالى على أنبيائه جميعاً لئن خرج النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام وهم أحياء أن يؤمنوا به وينصرونه، لذلك حرص كلّ نبيّ ورسول بعثه الله أن يبيّن لقومه صفة النّبي الذي يبعث في آخر الزّمان حيث تكون رسالته هي الرّسالة الخالدة المهيمنة على كلّ الرّسائل والشّرائع، ولقد ذكر النّبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم في كتاب التّوراة والإنجيل بصفته، ولقد بشّر النّبي عيسى عليه السّلام بقدوم نبيّ بعده اسمه أحمد أي محمّد عليه الصّلاة والسّلام، وقد كانت من ضمن الصّفات التي ذكرت في التّوراة والإنجيل صفة خلقيّة تدلّ على النّبي الكريم وصدق دعوته ورسالته وهي خاتم النّبوة، فخاتم النّبوة هو أحد الدّلائل التي ذكرها الأنبياء لأقوامهم حتّى يتبيّنوا فيها من صدق الرّجل الذي يبعث في آخر الزّمان، فتعرف ما هو خاتم النّبوة ؟ وتعرف على ما هى صفته ؟
ذكر خاتم النّبوة في أحاديث كثيرة، ففي إحدى هذه الأحاديث يروي السّائب بن يزيد وهو أحد الصّحابة كيف أخذته خالته يوماً وهو وجع إلى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم حتّى يشفيه، فقام النّبي الكريم بمسح رأسه ودعا له، وقد توضّأ النّبي وشرب الصّبي من وضوئه، ثمّ قام السّائب خلف النّبي ينظر إلى خاتم النّبوة فإذا هو كما يقول كزرّ الحجلة، أي كبيضة الطّير أو الحمامة.
إقرأ أيضا : سر خاتم الزواج والأصبع البنصر
كما روي عن أحد الصّحابة ويدعي جابر بن سمرة حديثاً يصف فيه خاتم النّبوة بأنّه غدّة حمراء مثل بيضة الحمامة، وفي أحدى الرّوايات ذكر أحد الصّحابة أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام طلب منه مسح ظهره فقام ليسمحه فوقعت أصابعه على خاتم النّبوة، فقيل له وما هو، قال شعرات مجتمعات، وقد سأل يوماً أحد الصّحابة كذلك ويدعى أبي سعيد الخدري عن خاتم النّبوة، فقال رأيت بضعةً ناشزة، أي رأى جلدة مرتفعه عمّا حولها من الجسد.
وقد وصفه صحابيّ آخر بأنّه كالجمع حوله خيلان كأنّها ثآليل، وشرح ذلك أنّ الجمع هي كهيئة الأصابع المقترنه، وخيلان هي النّكت على الجسد مثل الشّامات، والثّآليل هي ما يبرز من الجسد كأمثال الحمصة في الحجم، وأخيراً يجمع العلماء بأنّ خاتم النّبوة هو أثرٌ وصفةٌ جسديّة كانت بين كتفيّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام وهي دلالة على نبوّته، ولا صحّة لما يقال أنّها كانت جملة رسول الله أو غير ذلك.
