يُقَسِّمْ علماء الحديث أنواع الحديث إلى ثلاثة أنواع رئيسة، وهي: الحديث الصحيح، والحديث الحسن، والحديث الضعيف. وموضوعنا في هذا المقال هو الحديث الضعيف.
لقد عَرَّفَ علماء الحديث الحديث الضعيف بتعريفاتٍ عديدة، ومن هذه التعريفات أن الحديث الضعيف هو: الحديث الذي لم تجتمع فيه صفات القبول بفقد شرطٍ من شروطه. [راجع: تيسير علوم الحديث للمبتدئين، ص 34].
وشروط قبول الحديث هي:
وبعد هذا البيان لا بد لنا من تقديم مثالٍ على أحد الأحاديث الضعيفة مع بيان سبب ضعفه؛ حتى تتضح الصورة أكثر. ولا شك أنه من الاحسن وأفضل والأكثر نفعاً أن نختار للمثال أحد الأحاديث الضعيفة الشائعة والمنتشرة بين الناس، وذلك حتى يحذر القراء منه، وبهذا نكون قد ضربنا عصفورين بحجرٍ واحد. والمثال هو على النحو التالي: عن سلام بن سوار عن مسلمة بن الصلت عن الزهري عن أبي سلمة عن أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. » [أخرجه الألباني في السلسلة الضعيفة، حديث رقم: 1569].
لقد حكم علماء الحديث ومنهم الإمام الألباني على هذا الحديث بأنه حديث ضعيف منكر، والحديث المنكر هو نوعٌ من أنواع الحديث الضعيف، حيث إنه من أشد الأحاديث الضعيفة ضعفاً عند العلماء. وللعلماء في تعريفه عباراتٌ عديدة، ومنها: أنه الحديث الذي تفرد به الراوي الضعيف، أو خالف فيه الراوي الثقة.
لا شك بأن شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة، وله فضل عظيم، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ولكن الحديث الذي سبق ذكره بالتقسيم المبين فيه: أن أول الشهر رحمه، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم.