يفطر الصائم لقيامه بأفعال أو حدوث أمور تناقض شروط صحة الصوم؛ فإما أن تضعف جسده فلا يستطيع تحمل ضعف الصيام مع ضعف الجسد، أو أن تملأ جوفه فيبعتد عن جوهر الصيام. ومفطرات الصيام نستطيع تقسيمها إلى: الفعل المتعمد للإفطار، ومبطلات للصيام، أو حالات رخص الشرع فيها للصائم أن يفطر.
أما الفعل المتعمد للإفطار فيكون بالأكل أو الشرب أوالتقيؤ أو التدخين (سواء تدخين السجائر أو النرجيلة) أو الجماع أو الإستمناء عامدا متعمدا. ومن قام بالجماع في نهار رمضان فعليه أداء الكفارة المغلظة وهي عتق رقبة، فإن لم يجد أو عجز عنها فعليه صوم شهرين متتابعين، فإن لم يجد فعليه إطعام ستين مسكينا، وذلك لحرمة الجماع في نهار رمضان واعتبارها من كبائر الذنوب. وأما الفعل المتعمد للإفطار فقد اختلف عليه الفقهاء، إن كان يجب فيه القضاء فقط، أم القضاء والكفارة معا.
أما مبطلات الصيام فهي المبالغة بالوضوء (مضمضة أو استنشاق) أو وصول الماء إلى الجوف أثناء الغسل، وذلك لأن النبي قد نهى عن المبالغة في ذلك أيام الصيام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما"، و نسيان واجب النية لكل يوم من أيام الصيام، وابتلاع ما لا يؤكل بالعادة (كالقطع النقدية والتراب والحصاة والحشيش والحديد و الخيط) لكن بالمقابل يستثنى من ذلك الذباب وغبار الطريق أو غبار الدقيق عند غربلته وذلك لصعوبة الإحتراز منه. ودخول أي شيء في اى منفذ مفتوح على جوف الإنسان؛ كالأذن والأنف والفرج والدبر أو جرح عميق يصل إلى الأحشاء.
أما الأذن فإدخال جسم صلب لحك داخل الأذن ويصل إلى الصماخ، أو قطرة الأذن، فذلك من المفطرات على المذهب الشافعي. وأما الفرج والدبر، فالقطرة والتحميلة والحقنة الشرجية أو المهبلية تفطر الصائم. أيضا من مبطلات الصيام الحجامة و الحيض والنفاس، فلا يصح الصيام إلا بعد انقطاع الدم. أما الرعاف أو الدم الناتج عن خلع سن أو جرح خفيف فلا يفطر، لكن نزول دم يؤثر على الجسم كالحجامة فهو يفطر. وأما قطرة العين فقد اتفق معظم الفقهاء أنها لا تفطر حتى لو وجد طعم القطرة في الحلق، والحقن العضلية أو الوريدية لا تفطر أيضا، ولكن اختلف بعض الفقهاء على هذه النقطة فقالوا أن الإبر المغذية تفطر بعكس الإبر غير المغذية لأنها تدخل في باب الأكل و الشرب (مثل وحدات الدم، والفيتامينات، والغلوكوز).
وأما الرخص الشرعية للإفطار في رمضان فهي: المرض (سواء كان مرضا عابرا لا يستطيع تحمله مع الصيام أو قد يؤثر على صحته أكثر، أو مرضا مزمنا لا يستطيع بسببه الصيام) والسفر، والحمل والإرضاع والهرم (أي الشخص الذي لم يعد يستطيع الصيام لكبر سنه).
وتختلف أحكام القضاء والفدية والكفارة باختلاف سبب الإفطار.