نعلم جميعنا أن العتاب مثل اللّوم يعتبر ثقيلاً على الروح ، خصوصاً إذا ما كان هذا العتاب مبالغ فيه ويستخدمه الشخص في كل الأوقات مع الآخرين بشكل مبالغ فيه وعند كل صغيرة وكبيرة وبشكل متكرّر ومستمر ، فالإنسان الذي من طبعه أن يعاتب الآخرين بشكل دائم ومستمر ، سيجد أنه سيفقد الكثير من الأصدقاء والأقارب مع مرور الأيّام ، وحري بالزوجة أن تعرف كيف تعاتب زوجها حتى لا يفقد وقع عتابها مصداقيته مع الأيّام عند زوجها ، وحتى لا تفقد الغاية والمراد منه ، فالزوجة لا تعاتب إجمالاً من أجل أن تعاقب ، وإنما تعاتب لأن في نيّتها الإصلاح وعدم تكرار الخطأ مرة أخرى ، ولكن هناك طرق ووسائل وظروف ووسائل لاتقان هذا النوع من العتاب ، يتلخص في النقاط التالية :
أولاً :عليها أولا أن تقلّب مادة العتاب أمامها ، وتفحصها من كل جوانبها ، فان رأت أن موضوعها تافه ولا يستحق عناء إثارته فمن الاحسن وأفضل بل ومن المستحب أن تسقطه من حساباتها ولا تفتحه البتّة أمام زوجها ، وأن لا تفعل من الحبّة قبّة كما يقولون .
ثانيا :على الزوجة أن تختار الوقت والمكان المناسب لعتاب زوجها ، فلا تعاتبه حول مسألة ما وهو عائد للتو إلى منزله وقد طُرد من وظيفته على سبيل المثال ، ثم لا تعاتبه وهو نعسان أو توقظه من نومه لكي تعاتبه ، ولا تعاتبه أيضاً أمام الناس أو أمام أبنائه ، ولا تعاتبه وهم في مكان يتطلب الصمت والهدوء فيه .
ثالثا :على الزوجة كذلك أن تختار الأسلوب المناسب لعتاب زوجها ، وتحرص على ما يلي :
- التحدّث بصوت هادئ وحنون ولا يحمل نبرة الغضب والصّراخ والكراهيّة والسخرية وعدم الإحترام له والتقليل من شأنه .
- أن تعاتبه بلين وأن تترك له المجال ليتحدّث ويعبّر عن نفسه حتى ولو كان ما يقوله يتخلّله قلب في الحقائق أو سوء فهم منه ، وأن تتعامل مع كذبه في التبرير بحكمة ، فتتحاشى أن تقول له " أنت تكذب " وتستعيض بدلا عن ذلك بالقول " ما تقوله ليس صحيحا " .