جار الرسول اليهودي

جار الرسول اليهودي

"إنّما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" هذه هي الرسالة المحمدية الخالصة التي جاء بها إلى الدنيا، فلتثبيت شرع الله في الأرض ونشر النور والعدل والإيمان، لابد من الاحتكام للأخلاق؛ لتكون المفتاح للتواصل مع الآخرين، ودليلُ الوصول للمسلمين، فبالأخلاق واللين تفتح قلوب العالمين.

قال تعالى في رسوله الكريم: "فبما رحمةٍ من الله لنت لهم، ولو كنت فظًا غليظَ القلب لانفضوا من حولك".

إنّ قصة جار الرسول التي تُذكر دومًا للإشادة بأخلاق الإسلام ومعاملته اللطيفة، ماهي إّلا رواية لم تذكر عن الرسول عليه السلام ولم يرد أنّ يهوديًا كان يضع القمامة كل يومٍ على ظهر الرسول حتى إذا مرض ذهب إليه الرسول، فلما شعر اليهودي بمدى رُقي أخلاق الرسول أسلم.

إن أحداث هذه القصة لم ترد مطلقًا رغم الانتشار الواسع لها وإنّما خُلطت بأحداث قصة حدثت مع الرسول والغلام مع قصة آخر حدثت مع أحد الأئمة الصالحين. أمّا عن قصة الغلام فهي كما رُوي عن البخاري في صحيحه: عن أنس: أن غلامًا يهوديًا كان يضع للنبي -صلى الله عليه وسلم- وضوءه ويناوله نعليه فمرض فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- فدخل عليه وأبوه قاعد عند رأسه فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- يا فلان قل لا إله الا الله فنظر إلى أبيه فسكت أبوه فأعاد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فنظر إلى أبيه فقال أبوه أطع أبا القاسم فقال الغلام أشهد ان لا إله الا الله وأنّك رسول الله فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول الحمد لله الذي أخرجه بي من النار.

وهناك من أدلة عدم صحة قصة الجار، أنّه يتضح ممّا يتواد أنّ الرسول كان في بداية دعوته حين كان مستضعفًا حينمًا كان أشقياء قريش يلقون بالجزور على ظهره وهو يصلي، فهذه المرحلة كانت في مكة، وفي مكة لم يكن هناك يهود وهذا مأخذ على هذه الرواية.

فإذا قيل إنّ القصة حيث وجود اليهود وهي بالمدينة، ففي المدينة كان قوة وعز الدولة الإسلامية وقائدها الرسول الأعظم، فكيف يترك الصحابة يهوديًا يؤذي الرسول في قعر دارهم ومصدر قوتهم؟!.

ولا تنسى ايضا الاطلاع على : شعر في مدح الرسول

وبغض النظر عن القصة، فما رُوي عن قصة الغلام دليلٌ على أنّ هذا الدين دين الرفق واللين، قال عليه السلام: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلّا شانه"، فالرسول بمعاملاته هو دليل الرحمة والرفق والتسامح والسلام، تعامله مع كفار قريش يوم فتح مكة حين قال لهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، وهم الذين آذوه وأخرجوه من دياره، فهذا رسول الرحمة، وهو الرسول الذي رفض أن يُطبق جبريل الأخشبين على أهل الطائف، صبرٌ وحلمٌ ورحمة، هكذا يعلمنا الرسول عليه السلام أبجديات التعامل الراقية رغم كل ما تلقاه من أذى.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل