المرأة هي الأم والأخت والزوجة والخالة والعمة، وتَكريم المرأة هو تكريمٌ لأنفسنا واعترافٌ بدورها في بناء الأسرة بشكلٍ خاص والمجتمع بشكلٍ عامٍ، فلو نظرنا إلى مساهمة المرأة في بناء اقتصاد الأسرة الصّغيرة نستنتج أنّ للمرأة دوراً كبيراً في هذا المجال. مُنذ القدم كانت تساعد زوجها بعمله في الحقل وفي المرعى، وتطوّرت مُساهمات المرأة في المجال الاقتصادي بشكلٍ كبيرٍ بعد أنْ تغيّرت النظرةُ الاجتماعيةُ لدخول المدارس والجامعات، فأصبحتْ فاعلةً في جميعِ الوظائف، والمراكز الوظيفية التي تَشغَلُها.
مطالبة المرأة بحقوقها
كان أولُ مظهرٍ يُبين رغبة المرأة في التعبير عن ذاتها في عام 1908 م، وذلك حين خرجتْ مسيرةٌ مكوّنةٌ من آلاف النساء في مدينة نيويورك، فطالبن بحقوقهنّ الإنسانية المشروعة، وأعلنّ احتجاجهنّ على ظروف العمل وتخفيض ساعاته، وأهمية وفائدة مَنح المرأة حقَ الاقتراع والانتخاب في جميع المؤسسات الرّسمية، وتمّ اعتبار يوم الثامن من آذار من كل عام يوماً للاحتفال بيوم المرأة الأمريكية.
في عام 1977 تبنّت المنظمة الدّولية لحقوق الإنسان قراراً يدعو دول العالم إلى اعتمادِ يومٍ مُحددٍ من أيامِ السنة لِيكونَ يوم الاحتفال بالمرأة، وتم الاتفاق على أنْ يكون يوم الثامن من آذار هو اليوم العالمي للاحتفال بالمرأة، لذلك يحتفل العالم في الثامن من شهر آذار من كل عام بهذه المناسبة، ومن حُسن الصدف أنْ تَكون هذه المناسبة في بداية فصلِ الربيع في بلادنا، وأضافت الأمم المتحدة لهذا التكريم قراراً في عام 1993م اعتبرتْ فيه حقوق المرأة جزءاً لا يتجزء من منظومة حقوق الإنسان، والمجتمع الدولي مطالَبٌ بحمايتها.
الأردن كواحدٍ من دول العالم الذي يقدّر دور المرأة والمبادر دائماً لحماية حقوق الإنسان بما فيها المرأة والطفل يَحتفل بهذه المناسبة ويُبرِز إنجازاتٍ قامت بها نساء هذا الوطن.
إقرأ أيضا : تاريخ اليوم العالمي للدفاع المدني
الإسلام والمرأة
لقد كان الدين الإسلامي سباقاً لكل هذه القرارات، وذلك بدعوته إلى احترام المرأة وإعطائها المكانة التي تستحقها؛ فخلّصها من ثقافة الجاهلية التي كانت تدعو إلى دفن الإناث فجاء الإسلام وحرّم هذه الأعمال، ودعا إلى الحفاظ على حقوق المرأة بنصوصٍ قرآنية واضحةٍ، وأكدّ على ذلك نبينا الكريم بالممارسة والقول، فكانتْ مُعاملة نَبينا لزوجاته خيرُ دليلٍ على ذلك.