الأطفال هم مهج القلوب، وفلذات الكبد، فرحنا من فرحهم، وحزننا من حزنهم، نسعى دوماً أن نراهم سعداء، ونقوم دائماً في تحقيق رغباتهم وطلباتهم، ضحكاتهم تملأ علينا دنيتنا، وأحاديثهم تبعث فينا السرور، وعند ذهابنا بهم إلى السرير للنوم، يطلبوا منا أن نقص عليهم قصة ما قبل النوم ؛ ولهذا فإننا سنقدم لكم في هذا المقال حكاية ممتعة وشيقة، ويحبها الصغار كثيراً، والتي تناسب سنهم وعمرهم.
حكاية ليلى والذئب
ليلى فتاة صغيرة جميلة ونشيطة، تطيع أمها في كل ما تطلبه منها ؛ لذلك فأمها تحبها كثيراً، وكل الناس تحبها أيضاً ؛ لأنها ذكية جداً وطيبة. في أحد الأيام حضرت أم ليلى الكعك، وطلبت من ليلى أن تذهب به إلى جدتها العجوز في الغابة، فقالت ليلى: "سمعاً وطاعة يا أمي"، وأخذت الكعك من أمها، وذهبت إلى الغابة، وكانت ليلى فرحة ومسرورة ؛ لأنها ستزور جدتها التي لم تراها منذ فترة طويلة، وكانت ترقص وتغني وهي في الطريق، وبينتعرف على ما هى في منتصف الطريق سمع الذئب صوتاً في الغابة، فذهب لاستكشافه، فوجد ليلى، فقال لها الذئب: "أين تذهبين؟"، فقالت ليلى: "أنا ذاهبة إلى بيت جدتي الذي في آخر الغابة"، قال لها الذئب: "ولما تذهبين إلى هناك؟"، قالت ليلى: "لأعطيها الكعك الذي حضرته أمي لها"، ففكر الذئب بسرعة، وقرر أن يسبق ليلى إلى بيت جدتها، فسلك طريقاً مختصراً، ووصل إلى بيت جدة ليلى قبل أن تصل ليلى، ودق الباب، فجاء صوت الجدة الضعيف من الداخل: "من على الباب؟"، فقام الذئب بتنعيم صوته، وقال: "أنا ليلى يا جدتي، أحضرت لك الكعك"، فقالت لها: "أنا لا أستطيع النهوض من السرير، قومي يا ابنتي بسحب الحبل الذي بجوار الباب، وبذلك تستطيعين فتح الباب"، ففتح الذئب الباب، ودخل إلى البيت، وقام بأكل جدة ليلى، ولبس ملابسها، وجلس محلها في السرير، وعندما وصلت ليلى إلى بيت جدتها قامت بدق الباب، فقام الذئب بتقليد صوت جدتها، وقال لها: "من بالباب؟"، أجابت ليلى: "أنا ليلى يا جدتي، أحضرت لك بعض الكعك، الذي صنعته أمي لك"، فقال الذئب -مقلداً صوت الجدة- : "أنا لا أستطيع النهوض، قومي بسحب الحبل الذي بجوار الباب"، فسحبت ليلى الحبل، وفتح الباب ودخلت، وعندما ذهبت إلى سرير جدتها، استغربت من شكلها، فقالت ليلى: "لماذا عينيك كبيرة يا جدتي؟"، قال الذئب: "حتى أراك جيداً يا ليلى"، قالت ليلى: "ولما أذنيك كبيرتين يا جدتي"، فقال الذئب: "حتى أسمعك جيداً"، قالت ليلى: "ولماذا أنفك كبير؟"، فقال الذئب: "حتى أشمك جيداً يا ليلى"، فقالت ليلى "ولماذا فمك كبير يا جدتي؟!"، فعندها صرخ الذئب عالياً، وقال: "حتى آكلك به يا ليلى"، ونهض من السرير، وهجم على ليلى يريد أكلها، فصرخت ليلى وهربت، وأخذت تجري، والذئب يجري خلفها يريد التهامها، وبالصدفة رأى هذا المشهد صياد بجوار الغابة، فحمل بندقيته، وأطلق النار على الذئب فقتله، سرت ليلى بهذا كثيراً، وشكرت الصياد على فعلته، وقالت للذئب: "أنت تستحق هذا لأنك شرير" .