مشاكل وعيوب الحياة
لا يكاد يوجد على وجه هذه الأرض إنسان يخلو من المشاكل وعيوب التي تواجهه في حياته، فطبيعة الحياة الإنسانيّة تفرض وجود مثل هذه الظروف حتى تتكمل الحياة البشريّة بمتناقضاتها وظروفها المختلفة، فالمشكلة هي حالة وظرف يقف أمام الإنسان، ويثير في نفسه مشاعر القلق والتوتر، بحيث يشعر بالرغبة في تجاوز تلك الحالة بتعرف ما هو متاح أمامه من وسائل، فالطالب الذي يدرس مساقاً معيّناً قد تواجهه مادّة تتّسم بالصعوبة، فيخشى منها وتُسبّب له القلق والخوف من عدم القدرة على النجاح فيها واجتيازها، وبالتالي فقد يلجأ إلى وسائل عدّة للتخلّص من هذا الخوف أو اجتياز هذه المشكلة، وقد يكون الأسلوب الذي يتّخذه مشروعاً كأن يجدَّ ويجتهد في دراسة هذه المادة، وقد يلجأ إلى أسلوب غير مشروع أخلاقيّاً وقانونيّاً وهو الغش في الامتحان، ولا شكّ في أنّ المشاكل وعيوب كثيرة ومتنوّعة، وتفرض على الإنسان أن يكون له منهج واضح في معالجتها وتجاوزها؛ حتى لا تكون عائقاً أمام مسيرة النجاح في حياته.
نصائح مهمة للتغلب عليها
- أن يدرك الإنسان أنّ لكل مشكلة في الحياة حلّاً، وأنّ عليه أن يحسن تحليل ما هى اسباب المشاكل وعيوب التي تواجهه حتى يستطيع حلّها، وكم من أناس في الحياة فقدوا بوصلة حلّ المشاكل وعيوب لديهم لعدم معرفة أسبابها، وتراهم يركّزون على تخفيف آثارها من خلال نتائجها، وهذا بلا شك منهج عقيم في معالجة المشاكل، ومثال على ذلك الإنسان الذي يواجه مشكلة نقصان دخله وعدم مقدرته على سدّ احتياجاته المعيشيّة، فقد يكون سبب ذلك عدم اجتهاده في الحياه أو قلّة حيلته، فعليه إذن أن يجتهد في سعيه، وأن ينوّع مصادر دخله، وأن يحتال لذلك بالحيل المشروعة والأفكار المبتكرة، ولا شكّ في أنّ ذلك سوف يوصله لحل مشكلته.
- ألّا يراكم الإنسان المشاكل وعيوب فوق ظهره، فكم من مشاكل وعيوب استهان بها الإنسان، وألقاها وراءه، فإذا بها تتراكم فجأة كأنّها جبل أمامه، وحينئذ لا يستطيع مواجهتها، فالمشكلة ينبغي أن تُحلّ أوّلا بأول، وألّا يؤجل الإنسان عمل اليوم إلى الغد.
- أن يبتعد الإنسان عن روح الاستسلام، فالاستسلام أمام المشاكل وعيوب لا يجدي نفعاً في حلّها، بل يضعف الإنسان ويجعله فريسة سهلة لها، فعلى الإنسان أن يتحلّى بالقوة والعزيمة لمواجهة مشاكل وعيوب الحياة التي تواجهه مستعيناً بالله تعالى ومتوكّلاً عليه.
- وأخيراً أن يتعاون الإنسان مع غيره، ممّن يثق في حلّ مشاكله ومشاكلهم، فاليد الواحدة لا تصفّق، كما أنّ الجماعة والاجتماع هو قوة للفرد، والمجتمع في مواجهة المشاكل وعيوب في الحياة.