تتعدّد صور و أشكال الشّهرة في حياتنا ، فقد يكون الإنسان مشهوراً في مجال العلوم و الاختراعات ، و آخر قد يكون مشهوراً في عالم الفنّ و المسرح و التّمثيل ، و آخر قد يكون مشهوراً كسياسيّ مرموقٍ له تأثيره في صنع القرار السّياسي ، و الشّهرة لاشكّ محبّبةٌ لنفس كثيرٍ من النّاس ، و خاصّة اولئك الذين يحبّون الظّهور و يحبّون أن تسلّط عليهم الأضواء و أن يشار إليهم بالبنان ، فالشّهرة في نظرهم هي الطّريق لتحقيق طموحاتهم و تحقيق ذاتهم ، لأنّهم عندما يصبحون مشهورين فإنّ الفرص تكون أمامهم أكبر و أوسع ، كما أنّ الشّهرة على الأغلب تمكّن الإنسان من جمع المال و بالتّالي فتح آفاقٍ رحبةٍ أمامه لتحقيق أحلامه و إنجازها واقعاً على الأرض ، فكثيرٌ من النّاس لا يستطيع تحقيق أمنياته بسبب قلّة المادّة ، و إنّ الشّهرة هي سلاحٌ ذو حدّين فقد يستخدمها الإنسان في جوانب سلبيّةٍ لا ترضي الله تعالى و قد يستخدم شهرته في الجوانب الإيجابيّة فيسعى لخدمة النّاس و تسهيل معاملاتهم و التّوسط عند المسؤولين من أجلهم ، و إنّ الشّهرة في بعض جوانب السّلوك الإنساني مكروهةٌ و خاصّة عندما يفعل الإنسان الخير فيتصدّق على النّاس أو يفرج كربهم ، فمن فعل ذلك شهرةً و رياءً لينظر إليه النّاس قد يبطل الله أجر عمله بسبب ذلك ، و الأصل في المسلم أنّه لا يبتغي من عمله إلا الأجر من ربّ العالمين بعيداً عن الرّياء و السّمعة و الشّهرة .
و لكي يصبح الإنسان مشهوراً يجب أن يدرك أنّ ذلك لا يأتي بمجرد الأماني ، إنّما يأتي بالعمل الدؤوب المستمر لتحقيق الأهداف ، كما أنّ الإنسان المؤمن بقدراته الواثق من نفسه هو الإنسان الأقدر على تجاوز الصّعاب و التّحديات و بالتّالي الوصول إلى هدفه المنشود ، كما ينبغي على الإنسان و حتى يصبح مشهوراً أن يكون متواضعاً يألف النّاس و يألفونه سمحاً محبّاً .
و قد اشتهر كثيرٌ من العلماء في تاريخنا الإسلامي في مجالاتٍ مختلفةٍ ، فمنهم من اشتهر في مجال جمع الحديث الشّريف كالأمام البخاري ، و منهم من اشتهر بالطبّ كابن سينا ، و منهم من اشتهر بالشّعر كالمتنبي و غيرهم الكثير ممن حفلت بهم صفحات التّاريخ الإسلامي .