يُعرِّف الأطباء مرض السكري بأنه حالة مرضية مزمنة تحدث بسبب عجز الجسم عن إنتاج كميات كافية من الأنسولين أو أن الجسم لا يستخدم الأنسولين بطريقة فعالة، والأنسولين هو هرمون يتم إفرازه من البنكرياس، حيث يسمح هذا الهرمون للجلوكوز القادم من الطعام بدخول خلايا الجسم، حيث يتحول إلى طاقة ضرورية للجسم حتى يقوم بوظائفه، أما سكري الحمل، فهو عارض صحي يُصيب النساء الحوامل في فترة الحمل، حيث يعجز جسم المرأة الحامل عن انتاج الأنسولين أو لا يستخدم ما ينتجه منه بطريقة فعَّالة، حيث يقوم جسم المرأة بإفراز كمية إضافية من الأنسولين؛ لتلبية احتياجات الجنين، وهي حالة خاصة بالنساء الحوامل فقط، وفي الأغلبية العظمى من الحالات؛ ينتهي هذا السكري بعد أن تضع المرأة طفلها.
أعراض سكري الحمل تتشابه كثيراً مع الأعراض التي تتعرض لها المرأة الحامل، من حيث التعب الشديد والإرهاق وكثرة التبوُّل وحصول اضطراب في النظر، حيث تخطئ كثير من النساء في هذه الأعراض، ولكن الحل الوحيد للتعرف عليه وتشخيصه يكون بمراجعة الطبيب وعمل الفحوصات اللازمة للكشف المُبكِّر عن سكري الحمل، حيث أن إهماله قد يؤدي – لا سمح الله – إلى حصول مخاطر أثناء الحمل؛ قد تؤثر على الأم وجنينها. ويجب أن يتم عمل هذا الفحص بإشراف طبي مؤهل وفي عيادة مجهَّزة بأدوات قياس السكري، فالفحص المنزلي – على الرغم من دقَّته – ولكن لا يمكن الاعتماد عليه في فحص وتشخيص حالة مرضية مثل هذه. ويُسمى هذا الاختبار بـ "اختبار تحمُّل الجلوكوز"، ويتم عن طريق تناول الحامل لخمسين جراماً من السكر بدون صيام، ثم يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد مرور ساعة من الزمن، في هذه المرحلة، يجب أن يكون مستوى السكر في الدم يزيد أو يساوي 140 ميليغرام، وفي المرحلة الثانية؛ يجب أن تكون المرأة صائمة لليلة كاملة؛ ثم تتناول مئة غرام من السكر ثم يتم عمل فحس لمستوى السكر في الدم، الأول قبل تناول السكر، ثم ثلاثة اختبارات بين كلٍّ منها ساعة واحدة؛ لقياس مستوى السكر في الدم، وبعدها يمكن للطبيب أن يعرف ما إذا كانت المرأة مصابة بسكري الحمل أم لا.
يجب على المرأة التي يتم فحص وتشخيص حالتها بانها مصابة بمرض سكري الحمل؛ أن تنتبه بشكل رئيسي إلى نوعية اطعام الذي تتناوله، ومراقبة الأغذية التي تحتوي على النشويات، حيث أن الجسم يحولها إلى جلوكوز في الدم مما يؤدي إلى إرتفاع مستوى السكر في الدم. ويُنصح بتناول ثلاث وجبات في اليوم موزَّعة على ساعات اليوم ومثلها من حصص الفواكه، ويُفضَّل أن تكون من الفواكه قليلة السكر مثل الموز والبطيخ والعنب والمشمش، مع تناول كميات مناسبة من الحليب للحصول على الكالسيوم اللازم لتعويض الأم عما يمتصه منها طفلها. كما يجب الإبتعاد عن الحلويات والسكاكر عصير الفواكه (الكوكتيل)، التأكد من كمية الكربوهيدرات في الأغذية قبل الإقدام على أكلها.
ومن مضاعفاته في حال لم تأخذ الأم بعين الاعتبار متابعة وضع السكر والحمية اللازمة، أن يأتي الطفل بوزن يزيدُ عن أربعة كيلوجرامات، ويكون في المستقبل عُرضةً للبدانة وللإصابة بمرض السكري، ولكن بالنسبة للأم فسوف يختفي منها المرض مع انتهاء فترة الحمل، مع عدم وجود ضمانات بأنه لن يعود في الحمل القادم، وهناك نذير بانه قد تصاب بالسكري في مرحلة متقدِّمة من عمرها، فالحمية السليمة والانتباه والمتابعة؛ هم الحل السليم للحيلولة دون تفاقم هذا المرض وتطوره.