كيف تؤدي العمرة في رمضان

تعرف العمرة على أنّها الإحرام من الميقات الطواف بالبيت سبعا، والسعي بين الصفا والمروة، وأخذ جزء من الشعر، والتحلل من الإحرام، وبذلك تمت العمرة، كما وتعادل العمرة في شهر رمضان المبارك حجة كاملة، لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (عمرة في رمضان تعدل حجة). رواه أحمد.

كما نعلم بأن الأجر الذي يقدمه المؤمن يتضاعف خلال شهر رمضان، لذلك، كانت توصيات الرسول دوماً أن يتم مضاعفة الأعمال الحسنة خلال شهر رمضان، فنجد أن الإنسان يكثر من القيام وقراءة القرآن، فكيف الأمر عند زيارة بيت الله الحرام من أجل قضاء مناسك العمرة هناك، وكما نعلم بأن العمرة في رمضان كأنّها حجة من ناحية الأجر، وكما نعلم بأنّ الحاج يعود من مكة كما ولدته أمه خالياً من الذنوب والعيوب.

إن وصلت الميقات فيسن لك النظافة والاغتسال والتطيب في بدنك دون لبس ملابس الإحرام، فاغتسل إن تيسّر لك، أو توضأ إن لم يتيسر لك الاغتسال، ثم البس ثياب الإحرام، وتكون عبارة عن إزار يتم وضعه لتغطية النصف الأسفل من الجسم، فيتم تغطية النصف الأعلى، أمّا المرأة فلها الحرية في ارتداء ما ترغب من الملابس، ولكن يشترط أن تكون ملابسها مستورة من جميع الجهات، كما ويشترط ألا تظهر زينتها، وألّا تكون متبرجة، ومن ثم يتم صلاة ركعتين النية فيها نية الإحرام، ومن ثم يردد: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لك لا شريك لك".

عند الوصول إلى مكة المكرمة يتم الطواف بالبيت الحرام سبعة أشواط متتالية، وتكون بداية الشوط الحجر الأسود، كما تنتهي عنده، ومن ثم يتم صلاة ركعتين خلف مقام سيدنا إبراهيم، وفي حال تمكن من أن يكون قريباً منه يكون أفضل، وبعد إتمام صلاة الركعتين، يتم الخروج إلى الصفا، والسعي بين الصفا والمروة، لسبع مرات متتالية، ويتم البدء من الصفا، والاختتام أيضاً بالمروة، وفي حالة تم السعي وانتهى المعتمر منه يقوم بتقصير شعر رأسه، أمّا إذا كان متمتعاً بالعمرة للحج، فهنا يفضل أن يقوم المعتمر بالتقصير والحلق يكون في التحلل من الإحرام، وبهذا الشكل تكون العمرة قد تمت، ويأتي دور فك الإحرام، ومن ثم التطيب بما يشاء الإنسان من العطور، والتمتع بكل ما تم حرمانه خلال الإحرام من زينة وغيرها.

• التوجه إلى باب التوبة النصوح، والتي تكون عبارة عن توبة كاملة من جميع الذنوب، وأن يقوم بالانتخاب لحجته وعمرته من المال الحلال، وألا يدخل بها المال الحرام.
• أن يحاول المعتمر صون لسانه عن جميع الأمور التي حرمها الله، سواء أكانت كذب، أو نميمة، أو سخرية من الآخرين.
• أن يكون المقصد من العمرة أو الحجة بين الله الحرام، وليس التجارة أو زيارة أحد الأصدقاء أو الأقارب هناك، أو أن تكون حجته أو عمرته رياء.
• أن يكون المعتمر على علم ودراية بجميع الأمور المشروعة والمحرمة في الحج والعمرة، سواء أكانت أقوال أو أفعال، أو ما يقع تحت مسمى الشبهات.
• إذا وصل الحاج إلى الميقات يكون له الخيار في الإفراد بالحج والتمتع بالقرآن، وهذا أفضل، حيث إنّ القرآن احسن وأفضل له.
• من الجائز للمحرم أو يغتسل بالماء، وأن يغسل رأسه أيضاً، أو يحكه وينظفه في حال احتاج الأمر.
• بالنسبة للمرأة فمن الممكن أن تسدل حجابها على وجهها في حالة خشيت أن يراها بعض الرجال من غير المحارم.
• لا أصل في الشرع للأمر الذي تقوم به بعض النساء من خلال وضع العصابة تحت الخمار؛ من أجل رفعه عن وجهها.
• في حالة وصول الحاج إلى الكعبة يقوم بقطع التلبية قبل أن يبدأ في الشروع في الطواف.
• في حالة وقوع الحاج في الشك في عدد الأطواف التي طافها حول الكعبة، فلو كان في شك ما إن كانت ثلاثة وأربعة، فيحتسبها على أنها ثلاثة.
• يمكن الطواف من خلف ماء زمزم، أو عند المقام عند الزحام، وفيه يكون المسجد كله محللاً للطواف.

هناك بعض السيدات التي تقع في بعض الأخطاء خلال العمرة والحج، وهي أن تطوف حول الكعبة في كامل زينتها، وعدم سترها، وبالتالي، فهي تقع في المحظور، فيجب عليها أن تترك زينتها والروائح الطيبة والمكياج، وغيرها من الأمور الأخرى، وكما نعلم بأن الرجال والنساء يطوفون معاً حول الكعبة، الأمر الذي يجعل زينة المرأة واضحة للرجال، الأمر الذي يجعلها فتنة لهم، وبالتالي، يجب ألا تظهر المرأة زينتها خلال الحج، وإن كانت جميلة جداً يجب أن تقوم بتغطية وجهها لئلا تفتن الرجال، كما يجب ألّا تزاحم المرأة الرجال من أجل الوصول إلى الحجر الأسود من أجل تقبيله، ففي حال تمكنت من الوصول إليه يتسنى لها أن تقبله، أما إن لم تستطع فلا يجوز لها المزاحمة.

• الإنهاك الحراري وضربات الشمس، ويمكن الوقاية منه بما يلي:
  • تجنب حرارة الجو الشديدة، والحرص على الصلاة والإقامة في الظل، وفي مكان مكيف، أو فيه مراوح.
  • الإقلال من المجهود العضلي، كالمشي في الأسواق عند اشتداد درجة حرارة الجو، وارتفاع نسبة الرطوبة فيه.
• شرب الماء بكثرة وبكميات وافية، ولا داعي لأقراص الملح، إنّما يكتفي بإضافة الملح إلى الطعام.
• الأنفلونزا: عندما يجتمع الناس، وتعلو الأصوات خلال الدعاء والتكبير، فإنّ الأنفاس تختلط مع بعضها البعض، الأمر الذي يسبب انتشار الرذاذ في الهواء، وبالتالي، تنتشر الأمراض، والتي قد يكون من بينها الانفلونزا، ويمكن تفاديها بالآتي:
  • محاولة عدم الاقتراب والتواجد بين الزحام على قدر المستطاع.
  • الدعاء بصوت منخفض وفي النفس؛ لتجنب انتشار الرذاذ بين الحجاج والمعتمرين.
  • الإكثار من تناول المشروبات الساخنة، والعصائر التي تحتوي على الفيتامينات، مثل: عصير الليمون، والبرتقال.
• الإسهال الذي يحدث نتيجة:
  • جو مكة البارد ليلاً، بينما يكون حاراً خلال ساعات النهار، وبالتالي، فإن أي خطأ في التغطية خلال النوم يسبب حدوث الإسهال لدى الحاج، وهو واحد من أكثر الأمور خطراً على الحاج أو المعتمر.
  • تناول السوائل والمأكولات من الباعة المتجولين، وبالتالي، عدم التأكد من مدى نظافتها.
  • تناول الفواكه أو المأكولات الأخرى بدون تعقيمها أو غسلها، أو استخدام مياه قد تكون ملوثة من أجل غسل الأطعمة، كما أنّ تحضير الطعام في أواني غير نظيفة؛ يسبب حدوث الإسهال.
  • إبقاء الطعام مكشوفاً لفترة من الوقت، الأمر الذي يسمح للحشرات بالتعرض للطعام، ناقلةً الميكروبات والملوثات إلى الطعام الذي يدخل في جوق الإنسان مسبباً الكثير من الأمراض.

لا تنس نفسك، وأعط جسدك قسطاً من الراحة والنوم الهادئ؛ لأن الإفراط في السهر يرهق البدن، ويؤثر على طاقة الإنسان في إتمام مناسك الحج، فإن لبدنك عليك حقاً، فيجب مراعاة ذلك بقدر الإمكان.