شهر رمضان هو الشهر الذي انزل الله فيه القرآن ، وهو من خير وأحب الشهور عند الله عزّ وجلّ ، واقترّن اسم شهر رمضان بفريضة الصوم ، التي اختصّ الله به هذا الشهر دون سائر الشهور بهذا الركن العظيم وهو الصيام ، ويكون الصيام شهراً كاملاً ، نصوم عند رؤية هلال رمضان ، ونفطر لعيد الفطر عند رؤية هلال شوال.
وشهر رمضان فيه ليلة هي من خير الليالي عند الله عزّ وجلّ ، وهي خيرٌ من ألفِ شهر، ففي هذه الليلة المباركة تتنزّل الملائكة والروح الذي هو جبريل عليه السلام بإذن الله سبحانه وتعالى ، وهذه الليلة على من صادَفَها أن يُكثر فيها من الدعاء والصلاة والأعمال الصالحة ، فهي عظيمة الأجر ، وفيها بركات تتنزّل من السماء إلى أهل الأرض ، وتكون هذه الليلة التي هي في العشر الأواخر من رمضان محطّ اهتمام الصالحين ليستفيدوا من بركات هذا الشهر الفضيل وهذه الليلة تخصيصاً ، فعلينا ان نستفيد من هذا الشهر بأن نستغلّ كل لحظةٍ فيه وخصوصاً في ليلة القدر ،وكذلك يكون إدراك هذه الليلة والاستفادة من فضائلها حين يقوم المسلم العشر الأواخر منها، وفيها يتحصّل له الخير بقيام هذه العشر ، وكذلك يتحصّل له الخير بإدراكه هذه الليلة العظيمة القدر.
وحتى تستفيد أيضاً من شهر رمضان عليكَ أن تُكثِرَ من قراءة القرآن ، فرمضان هو شهر القرآن ، فحاول أن تقسّم وقتك بين سائر العبادات ، بين قراءة القرآن وخصوصاً بعد صلاة الفجر ، وبين صلاة الضحى ، وكذلك أن تستغلّ يومَ رمضان بالاستغفار والتسبيح والتهليل ، ولا تنسى صلاة الجماعة فهي ذات فضل عظيم ، وكذلك عليكَ أن تستفيد من ليل رمضان بالقيام ، وكذلك لصلاة التراويح ، وأن تصلّيها جماعةً مع المسلمين في المساجد ، التي تعطيكَ دفعةً من الإيمان وتقوّي إرادتك على الطاعة ، فالجماعة دائماً وخصوصاً عندما تكون على صلاحٍ وهدى فهي قوّة اضافيّة للعبد ، ودافعٌ له للإلتزام ودوام الطاعة.
وحتّى تستغل رمضان وتستفيد منه عليكَ أن تستمع للدروس والمواعظ التي تُرقّق القلوب ، والتي تدفعك للطاعة والعمل ، وعليك كذلك ان تبتعد قدَر الإمكان عن التلفاز والمحطّات الفضائية ، فهي تأخذ منكَ وقتاً كبيراً جدّا ، وخصوصاً أعاذنا الله وإيّاكم منها عندما تبثّ مسلسلات او أفلام تساهم بشكل كبير في إفساد صيام الصائمين ، فحاول أن تبتعد عنها ، وأسأل الله أن يتقبّل منّا ومنكم الصيام.