من أين جاء اسم ليبيا

البلاد العربيّة التي توحّد العرب باسم واحد، وعرق واحد، وثقافة واحدة هي ثلاث وعشرون دولة، يطلق على كلّ منها اسم خاص بها يميّز موقعها الجغرافيّ عن غيرها من الدول المجاورة لها، فالأردن سميّت بهذا الإسم نسبة إلى نهر الأردن والذي يعني الاغتسال، أو التطهير، وفلسطين سمّيت بهذا الاسم نسبة إلى الشعب البلستي الذي استوطن البلاد، والبحرين سميّت بهذا الاسن نسبة إلى وجود المياه المالحة والعذبة فيها وإلتقائهما معاً؛ فكلّ دولة عربيّة وحتّى أجنبيّة أيضاً سميّت باسمها الذي نعرفه به نسبة إلى شيء ما يخصّها ويميّزها به. في مقالنا هذا سنتعرّف أكثر على واحدة من الدول العربيّة، وتعرف ما هو سبب تسميتها بهذا الاسم، وتعرف ما هو أهمّ ما يميّز هذه الدولة، ألا وهي جمهوريّة ليبيا.

الجمهوريّة الليبيّة اليوم تقع في شمال قارّة إفريقيا، وهي تمتدّ على السواحل الجنوبيّة للبحر الأبيض المتوّسط بمساحة تربو عن المليون ونصف مليون كيلو متر مربع لتكون الدولة السابعة عشرة من بين دول العالم من حيث المساحة، يحدّها شمالاً البحر الأبيض المتوّسط، بينما يحدّها جنوباً دولتا تشاد، والسودان، ومن الجنوب الغربيّ فتحدّها النيجر، أمّا من الجهة الشرقيّة للبلاد فتحدّها دولة مصر، ومن الغرب فتحدّها دولتا تونس، والجزائر. والمناخ العامّ للبلاد يترواح ما بين الصحراويّ إلى شبه الصحروايّ الجافّ، فيما عدا سواحل البحر الأبيض.

من النواحي التاريخيّة التي تذكرها كتب التاريخ، فإنّ ليبيا مصطلح أطلق على المنطقة الجغرافيّة التي تتمثّل بالإقليم الواقع شمال قارّة إفريقيا بين دولتي مصر، وتونس، وهي سمّيت بهذا الاسم نسبة إلى قبائل الليبو التي استوطنت هذا الإقليم منذ العديد من السنين، والتي هاجر إليها الإغريقيّون في القرن الثامن قبل الميلاد وأسسّوا فيها مدنهم الخمسة، لتكون الأكثر حضارة وازدهاراً.

في مصادر تاريخيّة أخرى نرى أنّ هناك رأي آخر في تسمية ليبيا بهذا الاسم، حيث إنّه يذكر أنّ اسم ليبيا لم يكن يقتصر على المنطقة الواقعة بين مصر، وتونس فقط، وإنّما كان يشمل كلّ منطقة شمال إفريقيا فيما عدا مصر، وكان كلّ سكان المنطقة آنذاك يطلق عليهم لقب الليبييّن، وهم السكان البيض الذين استوطنوا شمال إفريقيا، بينما كان يطلق على سكان إفريقيا السود اسم الأثيوبييّن نسبة إلى إثيوبيا والتي تشمل كل إفريقيا السوداء.

ممّا يجدر ذكره فإنّ ليبيا قديماً كان يعيش فيها الكثير من القبائل البربريّة، وقد استوطن الإغريق في السواحل الغربيّة وأقاموا فيها حضارات عريقة قبل أن يحلتها الرومان في القرن الثاني قبل الميلاد، وقد تناوبت فيما بعد العديد من الدول للسيطرة على ليبيا واستغلال ثرواتها، بما فيها البيزنط، ثمّ فتحها المسلمون، إلا أن احتلها الإسبانيّون فيما بعد.