تعتبر مدينة جنين هي الحلقة التي تصل كلّ الطرق ووسائل بين كلٍّ من ( نابلس ، وبيسان ، وحيفا ، والناصرة ، والقدس )، وتقع جنين في القسم الشمالي من الضفة الغربيّة ، في مكان كان يدعى قديماً في الكنعانيّة ( عين جنيم ) ، والتي تعني في لغتنا العربيّة اليوم ( عين الجنائن ) ، وهذه التسمية تعود لوفرة الجنائن ولكثرتها أيضاً في هذه المدينة .
يذكر في كتب التاريخ ، إلى أنه كان هناك قرية تدعى ( جيناي ) تخضع للحكم الروماني ، وهي إحدى قرى ما يعرف قديماً بـ ( سبسطية ) ، وقد قام بفتحها المسلمين وذلك في القرن 17 م ، ومنذ ذلك الحين حتى اليوم تعرف باسم ( جنين ) ، وترتفع جنين عن سطح البحر حوالي ( 250 متراً ) ، ويبلغ عدد سكانها القاطنون فيها حوالي ( 23802 نسمة ) ، بما في ذلك سكان مخيم جنين حالياً ، وقد كانت تضم قرابة ( 70 قرية ) ، تابعة لجنين وذلك قبل نكبة فلسطين ، أمّا بعد النكبة فقد باتت ( 19 قرية ) فقط هي التابعة لجنين ، حيث تمّ اغتصاب مساحات واسعة من الأراضي التابعة لها من قبل العدو الإسرائيلي ، واليوم تتبع لجنين أربعة بلديات فقط ، وهي ( سيلة الظهر ، قباطية ، يعبد ، عرابة ) .
يوجد في جنين العديد من المعالم الأثريّة التاريخية ، حيث نجد على قرابة من هذه المدينة ( المسجد الكبير ) ، وهو الجامع الذي أقامته ( فاطمة خاتون ) ، وهي ابنة ( محمد بك السلطان الملك الاشرف قانصوه الغوري ) ، وأيضاً نجد فيها ( الجامع الصغير )، إنّ من أشهر المعالم الأثريّة والتاريخيّة التي في هذه المدينة هي ( خربة عابة ) ، والتي تقع إلى الشرق من جنين ، حيث هي الآن عبارة عن أنقاض لقرية مهدومة ، ونجد أيضاً صهاريج ، وقد نقرت في الصخور ، وأيضاً نجد القبور المنقورة في الصخور ، والتي فيها نواويس .
ونجد إلى الشمال من جنين ، تقع ( خربة خروبة ) ، وهي موجودة على مرتفع ، فيها بقايا لبرج ، يشتهر بقاعدته المائلة ، وأيضاً جدران وصهاريج ، وبعض الأساسات، والكثير من المدافن والكهوف، وقد قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة الكثير من أراضي هذه المدينة الزراعيّة ، والكثير من قراها ، وقامت ببناء المستعمرات التي تجاوزت العشرات مكان هذه الأراضي والقرى .
