منذ أن بعث الله سبحانه و تعالى لبني اسرائيل الأنبياء و هم يعيثون في الأرض فساداً ، فقد عصوا أمر بهم مرات عديدة ، فعبدوا العجل ، و اعتدوا في السبت ، و رفضوا دخول الأرض المقدسة التي كتبها الله لهم حينذاك ، و قتلوا مرات عديدة أنبياء الله ، فكان جزاؤهم أن حل بهم غضب الله تعالى فجعل منهم القردة و الخنازير ، كما كتب عليهم التيه أربعين سنة ، و تأذن الله سبحانه أن يبعث عليهم العذاب و العقوبة إلى يوم القيامة بصنيعهم ، لذلك راينا ما فعل بهم نبوخذ نصر في السبي البابلي ، و لا يخفى على أحد ما فعله بهم الزعيم الألماني أدولف هتلر ، و كل ذلك من أمر الله و تقديره لعلمهم بجبلتهم المفطورة على العصيان و التمرد و القتل و الإفساد في الأرض .
و في عصرنا الحاضر تتبدّى عداوة اليهود للمسلمين بصورة واضحة ، حيت لا يمر يوم إلا و يجد المسلمين منهم الأذى و الشرور ، بالقتل و الأسر و الإفساد في الأرض ، و لم يسلم المسجد الأقصى المبارك من أذاهم ، حيث كثيراً ما نسمع حوادث الاقتحام لباحاته من قبل قطعان المستوطين ، و هم يعتقدون بأحقيتهم في أرض المسجد القصى حيث يزعمون بأنه بني على أنقاض هيكل سليمان ، و قد كانوا قديماً يأتون إلى المسجد الأقصى ليتباكوا على أمجاد الهيكل المزعوم ، و لاحقاً و في فترة الدولة العثمانية سمح لهم بزيارة حائط البراق الذي يسمونه بحائط المبكى و الذي يعد من أركان المسجد الأقصى ، غير أنهم لم يكن مسموحاً لهم أداء الشعائر كما يفعلون الآن .
و قد سمى اليهود حائط البراق باسم حائط المبكى ، بسبب اعتقادهم أنه من بقايا هيكل سليمان المزعوم ، و يعدهم بعضهم رمزاً وطنياً ، يجتمعون عنده لتلاوة التوراة و التباكي على أمجادهم المزعومة ، و يقع حائط البراق في الجهة الغربية للمسجد الأقصى ، بامتداد 50 متراً من باب المغاربة جنوباً إلى المدرسة التكنزية شمالاً ، و بارتفاع يقارب 20 متراً ، و قد سمى المسلمون هذا الحائط بهذا الاسم لأن النبي الكريم في رحلة الاسراء و المعراج قام بربط دابته البراق بحلقة في هذا الحائط ثم عرج إلى السماء .