طريق الحرير هي طريق تمتد من الصين حتى مدينة ( أنطاكية ) التركية ، مروراً بشرق أوروبا و شبه جزيرة القرم ، حتى بحر مرمرة و الأسود و البلقان ، لتصل البندقيّة ، و تتفرع من تركستان و خراسان مروراً ببلاد ما بين النهرين و سوريا و كردستان و الأناضول ، إلى البحر الأبيض المتوسط فمصر .
طريق الحرير عبارة عن مجموعة من الطرق ووسائل المتشعبة و المترابطة تسلكها السفن و القوافل .
إقرأ أيضا : طريق الإيمان
سمي طريق الحرير بهذا الإسم ، نسبةً إلى الحرير الذي ازدهر في الصين في سنوات ما قبل الميلاد ، و بدأ يوزّع في العالم عبر طرق ووسائل متشعبة ، أحدها صيفي تسلكه القوافل التجارية التي تحمل الحرير بشكل رئيسي بالإضافة إلى أنواعٍ أخرى من البضائع ، و طريق آخر شتوي ، و تسلك تلك القوافل هذه الطرق ووسائل في مسارٍ واحد من الشرق إلى الغرب ، و كانت تلك الطريق سبباً في ازدهار بلدانٍ و حضاراتٍ مختلفة ، فقد تجاوزت أهمية وفائدة الطريق على كونه معبراً للقوافل التجاريّة ، فأصبح معبراً ثقافياً و اجتماعياً ، و انتقلت عبره الديانات فعرفت (البوذية) ، و عرفت آسيا عن طريقه (الإسلام) .
و انتقل عبر هذا الطريق (البارود) ، لتنتشر الحروب المدمرة ، و في المقابل انتقل عبره ( الورق ) و الذي أحدث نقلةً نوعيّة في مجال العلوم و سهولة تدوينها .
كما ساهم هذا الطريق في انتقال أنماطٍ من السلوكيّات و النظم الإجتماعيّة الحضاريّة. أدى طريق الحرير إلى تراكم المخزون العالمي للذهب في الصين ، و هذا يدلّ على مدى أهميته ، و الذي جعل مقدرات الصين من الذهب أكثر مما تملكه الدول الأوروبية مجتمعة من هذا المعدن النفيس في مخازنها .
و مع انتشار الحروب المغوليّة الإسلاميّة ، اتخذ التجار المسارات البحرية من هذا الطريق ، لأنها أكثر أماناً من الطرق ووسائل البريّة ، و بهذا اندثرت معالم الطرق ووسائل البريّةِ شيئاً فشيئاً ، و ساهمت الطرق ووسائل البحريّة في عصر المماليك في مصر بازدهارها في حقبةٍ من الزمان ، و اكتشف على أثرها طريق ( رأس الرجاء الصالح ) ، بالإضافة إلى ازدهار البرتغال و إسبانيا .
ولا تنسى ايضا الاطلاع على : تعرف ما هو طريق الجنة
انطفأت التجارة في مصر في نهاية عصر المماليك و خلال العهد العثماني ، حتى تم حفر قناة السويس ، حينها انتظمت التجارة من جديد و تغير الحال هناك ليعاود إزدهاره من جديد .
و طريق الحرير هو عبارة عن خط مواصلات ( بريه ) قديمة ، ممتدة عبر شمال و غرب الصين و آسيا بأكملها ، حتى تصل إلى افريقيا و أوروبا ، و بواسطته انتقلت ( الحضارة المادية ) لتنتشر على نطاق واسع .
و كما أسلفت ، فقد كان الحرير هو السبب الرئيسي لنشأة الطريق و ازدهار الصين ، و تسارع الدول في اقتناء الحرير الصيني ، و ازداد الإهتمام بأساليب نسجه و زخرفته .
عشق الشاعر الروماني ( ويجير ) الحرير الصيني ، و وصفه قائلاً بأنه اجمل وافضل من الزهور بألوانه الزاهية و أدق من نسج العنكبوت .
و كان الحرير سبباً رئيسياً في انتشار الصناعات و المنتوجات الصينيّة الأخرى إلى العالم ، و في طريق الحرير روّجت البلدان الأخرى لصناعاتها ، فكانت تلك التجارة و الثقافة المادية متبادلة بفضل هذا الطريق .
في العهد الروماني استولى الإمبراطور ( أوكتافيوس ) على جزيرة العرب و البحار المحيطة ، و استخدم طريق الحرير سبيلاً لهذا الأمر ، و لكنه فشل في النهاية ، و على إثر هذا الأمر شجّع الملاحين الرومان على ارتياد البحار العربيّة للوصول إلى الهند ، و استبعاد الوساطةِ العربية في تجارة الهند و الصين .
و في عهود أخرى ، و بعد البحث ، لعب هذا الطريق دوراً كبيراً في صراعاتٍ سياسية ، كانت أهدافها إقتصادية بحتة ، و تتركز في الشرق العربي ، و هذا ما حدث في العهد البيزنطي ، عند محاولة البيزنطيين بمعاونة الأحباش من السيطرة على أرباح التجارةِ الصينيّةِ و الهندية ، عن طريق السيطرةِ على جزيرة العرب ، و تمكين الأحباش من الإستيلاء على اليمن .
و نستنتج بأن هدم الكعبة لم يكن الهدف الرئيسي لـ ( أبرهة الأشرم ) ، و إنما للسيطرةِ على العرب و القريشيين ، و بذلك كانت دوافعه إقتصاديّة و سياسيّة بحتة .
- المراجع :
- ويكبيديا ، الموسوعة الحرّة .
