أهمية وفائدة دور رعاية المسنين
تعتبر دور المسنين الحل النهائي لتقديم الخدمات لكبار السن الأصحاء، أو الذين يعانون من الأمراض ولا يوجد من يقدِّم لهم الرعاية من عائلاتهم، حيث قد يصبح من المستحيل على العائلة تقديم الخدمة الكبيرة للمسن نتيجة مشاكل وعيوب نفسية أو جسدية أو مادية، أو عدم وجود أقارب يقدمون الخدمة، وتكون هذه الدور في الغالب مملوكة لشخصٍ ما أو مجموعةٍ من الأشخاص كنوعٍ من الاستثمار، وبعضها مملوكة للدولة وتشرِف عليها، وتتنوّع طبيعة هذه الدور حسب الخدمة التي تقدِّمها والمرضى الذين تستقبلهم.
تقدّم هذه الدور جميع الخدمات للمسن، من علاج و دواء وتقديم الفحص الدوري له، كما أنّها تقدِّم الرفاهية والرعاية النفسية للمريض، وتساعد على إشراك المسنين في النشاطات التي يحبونها وتزيد من قدرتهم على التواصل مع غيرهم من الأشخاص وبناء العلاقات الاجتماعيّة، كما أنّها تقدِّم التعامل اللطيف والاستماع للمسن في حديثه، ففي معظم الحالات يشعر المسن بالملل والضجر؛ لعدم تفرّغ الأبناء وانشغالهم بأعمالهم، وفي الغالب عندما يدخل المسن إلى الدار فإنه يعاني من الاكتئاب، ويعتبرها الخطوة الأخيرة قبل الموت، وتخلي الجميع عنه لذلك فإنه يحتاج إلى عملية إعادة تأهيل نفسي.
على الرغم من انتشار دور المسنين في البلدان العربية إلّا أنَّ العلاقات الاجتماعية بين الأفراد ما زالت قويةً وترفض بعض العائلات فكرة مثل هذه الدور، فالعادات والتقاليد ورّثت أهمية وفائدة المسنين في الحياة وأنهم هم سبب البركة والبساطة، ومراعاتهم والعناية بهم من واجبات أقاربهم مهما بلغت درجة القرابة.