كيف نحمي اللغة العربية

كيف نحمي اللغة العربية

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الأمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين. أما بعد،


لا شك بأن للغة أهمية وفائدة وقيمة كبيرة عند كل شعب، فاللغة هي وسيلة الاتصال الرئيسة بين أبناء الشعب أو الأمة الواحدة، فعن طريق اللغة يتم التواصل بين الناس وتبادل الأفكار والمفاهيم، وعن طريقها تتم إقامة الروابط الاجتماعية وتقويتها، وعن طريقها يتم تدوين العلوم والآداب المختلفة، وتعلمها وتعليمها، واللغة هي حلقة الوصل بين ماضي الأمة وحاضرها، فهي التي تحفظ هوية الأمة وكيانها.


واللغة العربية هي أعظم واحسن وأفضل لغة عرفتها البشرية على الإطلاق، فهي اللغة التي اصطفاها رب العالمين، واختارها لتكون لغة كتابه العزيز، ومن الآيات التي جاءت في هذا الصدد: قال الله تبارك وتعالى: { إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [يوسف: 2]. فاللغة العربية هي أقوى اللغات التي عرفتها البشرية، وذلك بسبب الخصائص والسمات الفريدة التي تتميز بها هذه اللغة العظيمة والمباركة، فقدرتها الكبيرة على الإفصاح والبيان والتعبير لا مثيل لها في اى لغةٍ أخرى.


لقد تعرضت اللغة العربية على مر السنين، إلى العديد من الهجمات والمحاولات التي تسعى لطمسها، واستبدال لغاتٍ أخرى مكانها، ومحوها من ذاكرة الشعوب العربية والإسلامية، وما زالت هذه الهجمات الشرسة قائمة إلى الآن، ويتم تجديدها بين الحين والآخر. والذين يقفون وراء هذه الهجمات هم من الحاقدين المندسين الذين لا يحبون أن يروا المسلمين قائمين على أرجلهم، ويريدون أن يحولوا بينهم وبين دينهم العظيم وماضيهم العريق، فهم يدركون تماماً بأن تخريب اللغة العربية، وتعجيم أبناء العرب، وصد غير العرب من المسلمين عن هذه اللغة، هو من الأسلحة الفعالة التي تساهم بشكل كبير في القضاء على الإسلام والمسلمين.


فالقرآن الكريم والسنة النبوية لا يمكن فهمهما إلا بتعلم اللغة العربية، فإذا قاموا بصد أبناء العرب والمسلمين عن اللغة العربية، فإنهم بهذا سيصدونهم عن الدين. وفي ظل هذا الواقع المرير، وهذه الهجمات الشرسة، فإن من الواجب على كل غيور على مصلحة هذه الأمة أن يحافظ على اللغة العربية، وألا يفرط بها، وأن يخدمها ويحافظ عليها، ويعلمها لأبنائه، ويربيهم عليها، ويبين لهم عظمتها ومكانتها الكبيرة.


نستطيع أن نحافظ على اللغة العربية، وأن نحميها باتخاذ العديد من الما هى اسباب والوسائل، ومنها: أن نهتم بها اهتماماً بالغاً، وألا نفرط بها إطلاقاً، وأن نحرص على تعلمها وتعليمها لغيرنا قدر المستطاع، وأن ندعو إلى تطوير المناهج التعليمية في المراحل الأساسية والثانوية والجامعية، بحيث لا تُدَرَّس هذه المناهج إلا باللغة العربية، وأن ندعوا أيضاً إلى تقوية وتنمية وتحسين المناهج التي تتناول اللغة العربية. ومن الوسائل الأخرى المهمة: أن نعلم أبناءنا القرآن الكريم، ونحفظهم إياه منذ نعومة أظافرهم، فهذا بلا شك سيدعم الجانب اللغوي لديهم دعماً كبيراً.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل