علم النفس
علم النفس هو الدراسة التطبيقيّة والأكاديميّة للإدراك والسلوك، بالإضافة لجميع الآليات التي تستنبط لهما، حيث يدرس هذا العلم عادةً الإنسان، وبالإمكان تطبيق محتواه على الكائنات أو أمورٍ أخرى كالأنظمةِ الذكيّة والحيوانات.
مدخل إلى علم النفس
لوحظ في الأعوام الأخيرة تفاقم الحاجة إلى علم النفس في العالم بشكلٍ عام، وعلى وجه الخصوص في العالم العربي نتيجةً للتطوّرات العديدة التي شهدها من الناحية السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة.
ويعتبر علم النفس من أكثر العلوم تداولاً وبحثاً في الدول الصناعيّةِ الكبرى، إلّا أنه لم يحظَ الأهميّة ذاتها في الوطن العربي كالعلوم الأخرى من طبٍ وهندسة، ويعتبر علماء النفس في العالم العربي قلّةً مقارنةً بالعلوم الماديّة الأخرى كالطب والهندسة وغيرها، وما زالت العديد من الدول العربيّة لا تدرّس علم النفس إلا على شكلِ مادةٍ عابرة لا أهميّة لها وذلك في المرحلة الجامعيّة الأولى، على الرغم من أنّ هذا العلم يعطى على شكل مادةٍ أساسيّة في مرحلة الثانويّة في الدول الغربيّة شأنه في هذا شأن مادة الفيزياء والكيمياء والرياضيّات.
ومن هنا يظهر للمتأمّل في التقدم التي تحرزه الدول المتقدمة، أنه لم يكن تقدماً عبثيّاً آتٍ من فراغ، إنما كان نتيجة تطوّر مجموعة من العلوم الإنسانيّة والتطبيقيّة على حدٍ سواء، فقد رافق التطوّر الحضاري والصناعي فيها مجموعةً من العلوم الإنسانيّة والتطبيقيّة، فقد كان التطوّر الحضاري هذا ناتجٌ عن تطوّر وتميّز ثلاثة من العلوم الإنسانيّة وهي الفن والفلسفة وعلم النفس.
وتعتبر الفلسفة من أهم أسس بناء الحضارة، ولهذا كانت الدول المتحضّرة والمتطوّرة لها فلسفتها الخاصة، والتي تقود صناعاتها وجميع مناحي الحياة فيها.
وبالنظر إلى علم النفس في تلك الدول فهو كما أسلفنا يعتبر من العلوم الضروريّة فيها، والتي يتمّ بها تحضير الفرد وبنائه على أساسٍ من الاتزان والوعي، وتزرع فيه التميّز والقدرة على مواجهة العراقيل وتذليل الصعاب، وتكون الدولة بهذا العمل قد أسست أفراداً لتطبيق فلسفتها الخاصة في بناء الدولة ومواكبة عجلة التطوّر والتقدم في العالم.
وحيث إنّ الفنّ يعتبر غذاء الروح والعقل، والذي يرتقي بروح الإنسان وجسده ويساعده على الاسترخاء والاستجمام والتفكير بصورةٍ أعمق، فقد قيل إنّ الأمة التي لا تعرف معنى الاستجمام، لا تعرف معنى العمل!
ومن هنا تكمن أهميّة إيلاء علم النفس خاصة والعلوم الإنسانيّة أهميّةً كبرى لدورها الهام في تكوين وتأسيس أفراد أصحاء من الناحية العقليّة والنفسيّة، الأمر الذي يجعلهم يقبلون على العمل بجدٍ لبناء الوطن ورفعته.