إنّ الزمان الذي نعيشه بما فيه من تغيّرات وضغوطات تسبّب بالكثير من التوتّر للإنسان، خاصّة أنّ الماديّة تطغى على معظم نواحي الحياة، ونجد أنّ معظم الناس أصبحوا يهتمون بتوفير لقمة العيش في ظلّ الظروف الصعبة التي نشهدها حاليّاً من ثورات طالت معظم دولنا العربيّة، وعوامل أدّت إلى انحدار القيم الأخلاقيّة والتي تعدّ شكلاً من أشكال الاضطرابات النفسيّة.
وانتشرت في وقتنا الحالي الكثير من العيادات النفسيّة التي تقدّم الحلول في بعض الحالات؛ فهناك بعض الاضطرابات النفسيّة التي يكون سببها المشاكل وعيوب الأسريّة، أو بعض المشاكل وعيوب الاجتماعيّة، وهنا يقوم المعالج النفساني بتقديم الإرشادات وبعض الطرق ووسائل الطبيعيّة لإعادة التوازن النفسي للمريض، ولكن في بعض الحالات المستعصية والّتي يفقد فيها المريض السيطرة على نفسه أو أنّه قد يتسبّب بالضرر لمن حوله يقوم المعالج بوصف بعض الادوية التي تجعل المريض يسيطر على نفسه.
تعريف ومعنى الصحة النفسية
يمكن تعريف ومعنى الصحّة النفسيّة بأنها الخلو من الأمراض النفسية، وأن يتمتع الإنسان بعقل سليم قادر على التصرّف في شتى أمور الحياة بطريقة صحيحة، وقادر أيضاً على التعامل مع ضغوط الحياة، وقادر على الإنتاج وإفادة المجتمع، لذلك نجد أنّ الشخص المصاب بالاكتئاب مثلاً لا يستطيع التركيز في عمله؛ بل يمتدّ الأمر ليصل إلى حالة من الإرهاق والإجهاد وقلّة التركيز، لهذا من المهم المحافظة على الصحيّة النفسية للإنسان.
أهمية وفائدة الصحة النفسية
إنّ الصحة النفسية تقود إلى الصحّة الجسديّة والوقاية من الأمراض، والمساعدة في شفاء الأمراض التي قد تصيب الفرد، فعادةً ما يقوم الطبيب بنصح المصاب بأيّ مرض جسدي بالتفاؤل والابتعاد عن الاكتئاب والحزن وغيرها من الاضطرابات النفسيّة من أجل زيادة قدرة الجسم على الشفاء، فكتعرف ما هو معروف إنّ الحالة النفسيّة الجيّدة للمصاب تعمل على زيادة قوّة عمل جهاز المناعة في الجسم.
ولا تقتصر أهميّة الصحة النفسية على الفرد لوحده؛ فهذا الفرد هو جزء من مجتمع كبير، وإذا أصاب هذا الفرد أيّ نوعٍ من الاعتلالات فإنّه سيؤثّر على المجتمع ككل، كما أنّ الأمراض النفسيّة تتسبّب في انتشار الجريمة والفساد والكثير من المشكلات.
ولكي نحافظ على مجتمع سليم يجب تربية أطفالنا تربيةً سليمةً، فمن هنا ينشأ الإنسان السليم والذي يتمتع بشخصيّةٍ سوية تميّز بين الخطأ والصواب، لذلك نجد العديد من المؤسّسات المجتمعيّة التي تهتم بالأسرة، والتي توفّر رقم هاتف مجاني للاستشارات الأسريّة؛ لأنّ شخصيّة الإنسان تبدأ ملامحها بالظهور في مرحلة الطفولة، ومن ثمّ يأتي دور المدرسة والجامعة، كما أنّ ديننا الحنيف علّمنا جميع الأخلاق التي يجب أن نتحلّى بها مثل: الامتناع عن الكذب، والسرقة، وتحريم المخدّرات والمسكرات؛ فهذه الظواهر أدّت إلى زيادة الفساد في المجتمعات المختلفة.