يشتهر حيوان (الضبّ) بالشبه بينه وبين التمساح، إلاّ أنّ التمساح يعيش في الماء والضبّ يعيش في البيئة الصحراويّة وأيضاً في البراري، وقد وجد شبه أيضاً بينه وبين الديناصور المنقرض منذ آلاف السنين، وخاصّة في شكله عندما يكون منتصباً، إلاّ أنّ الديناصور كبير الحجم أمّا الضب فحجمه صغير، فطوله لا يتجاوز الـ 86 سم وذلك عندما يكون قد اكتمل في النموّ.
وقد أُطلق على حيوان الضّب أسماء كثيرة ومتعدّدة، فقد عرف اسم ذكر الضبّ بـ (العير)، وعرفت الأنثى منه باسم (المكون)، وقد سمّي الضب ذو الحجم الضخم بـ (السبحل)، ونرى أنّ الضب ذو الحجم الضخم والكبير قد عرف بـ (العدامل)، وأيضاً يقال له (العداملي)، أمّا الضبّ الكبير في السنّ فقد عرف باسم (العلب)، كما ونجد أنّ الضّب الكبير في العمر والكبير الحجم قد عرف باسم (الجحل)، أمّا صغير الضبّ فقد عرف باسم (الحسل) ومن هنا انتشرت أحد الشائعة التي يُشار بها إلى أحد ما حيث تقال وبالتصغير بـ (أبو الحسيل).
إقرأ أيضا : ماذا يسمى صغير الجمل
ويعتمد الضّب في غذائه على النباتات، فهو غير لاحم، ويذكر بأنّ الضّب لا يشرب الماء إلاّ في حالات نادرة جداً، وقد تعرّف البدو على الضّب منذ القديم، حيث كانوا يستعملون دمه كعلاج و دواء لبعض الأمراض، ويُروى بأنّ من يأكل الضب يحصل على فوائد كثيرة، ويعتبر حيوان الضب من الزواحف، من فصيلة السحالي ويندرج ضمن هذه الرتبة، وأيضاً ضمن رتبة الحرشفيات، وهو من عائلة تسمى (العظايا) التي تمتاز بكثرة أنواعها، المشتركة بالرغم من كثرتها برأسها القصير والمثلّث الشكل، حيث يكون جسمها قصيراً مبططاً، إلى جانب لسانها اللحمي صاحب الشكل العريض.
يتعرّض حيوان الضب وخاصّة الصحراوي إلى الصيد الجائر، وخاصّة من قِبل هواة الصّيد، حيث يقوم أغلب الهواة بسكب الماء في جحوره حتّى يتمّ إغراقها، ليظهر الضّب هارباً من جحره حيث يتمّ صيده، كما واستعمل العرب قديماً الضب في كثير من الأمثال الشعبيّة، وخاصّة أهل المناطق الصحراوية إذ أنّهم خَبروه وتعرّفوا عليه عن قرب، وممّا عُرف عن هذا الحيوان بأنّه غالباً ما يحفر جحره قريباً من السطح كي لا ينساه لاحقاً عندما يخرج منه، إضافةَ لما عُرف عنه بأنّه ( الأبله ) أو ( الضال )، لنجد مثلاً شعبياً يقول : ( أضلّ من ضبّ )، وممّا عُرف عن حيوان الضب عيشه لأعوام طويلة حيث يعد من الحيوانات المعمّرة، ومن هنا استمدّ العرب قولهم ( أعمر من ضب )، إلى جانب تواجد الكثير من الأمثلة الشعبيّة الأُخرى أيضاً التي تناولته لغرض التشبيه.
