بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد،
يعتبر البصر من أهم المنافذ إلى القلب، فغالب الأمور التي تدخل إلى القلب وتؤثر فيه، تكون قد دخلت من منفذ البصر؛ ولذلك نجد أن الإسلام أمرنا بغض هذا البصر عن الأمور المحرمة، وألا ننظر إلا لما أبيح لنا. حيث أمرنا الله تعالى في القرآن الكريم بغض البصر وحفظ الفرج، وبين كيف أن ذلك أزكى وأطهر للمسلم، حيث يقول تبارك وتعالى: { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ... } [النور: 30-31]، فالخطاب في غض البصر ليس موجهًا للرجال فقط كما قد يتوهم البعض، وإنما للنساء أيضًا.
إنّ معنى غض البصر واضح لدى الجميع، فمن معاني الغض في اللغة: الكَف والخفض والكسر. فغض البصر: هو خفضه وصَرْفُه عن الأمور المحرمة، فلا ينظر المسلم ببصره إلا لما أبيح له، وإذا وقع بصره من دون قصد على شيء محرم، كعورة امرأة، فالواجب عليه صرفه فورًا، فلا يجوز له أن يسترسل ويتمادى في النظر.
وقد جاء الأمر بغض البصر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي يُروى عنه، والذي جاء فيه بيان لحق الطريق الواجب على من يجلس في الطرقات، حيث بين الرسول ذلك الحق بخمسة أمور، وهي: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. فغض البصر هو أول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان حق الطريق، مما يدل على أهميته الكبيرة.
إن لغض البصر الكثير من الفوائد والثمرات الإيجابية، التي تنعكس على من يلتزم به، ونُعَدِّد منها:
هذا شيء بسيط من فوائد غض البصر، حيث أن فوائد غض البصر كثيرة من الصعب حصرها.