كثيرًا ما ينتظر النّاس من الحاجّ أو المعتمر أن يأتيهم بهديّةٍ من رحلته المباركة، وتجد أكثر تلك الهدايا التي ينتظرها النّاس بشغف قارورة ماء من بئر زمزم المبارك، فتعرف ما هو ماء زمزم؟ ومن أوّل من اكتشفه؟
تعود قصّة ماء زمزم أو بئر زمزم إلى عصر سيّدنا إبراهيم عليه السّلام؛ حيث توجّه النّبي الكريم إبراهيم إلى الجزيرة العربيّة، واصطحب معه زوجته وابنه الرّضيع إسماعيل، وبناء على أمرٍ إلهي ترك سيّدنا إبراهيم أهله في موطن ليس فيه بشر أو ماء، وقد قابلت زوجة إبراهيم هاجر ذلك الأمر بالتّسليم لأمر الله تعالى، فقد علمت بأنّ الله تعالى لن يضيّعها هي وابنها، وقد دعا إبراهيم عليه السّلام ربّه بأن يرزق أهله من الثّمرات، وأن يجعل أفئدة النّاس تهوي إليهم وتسكن معهم، وعندما نفد الماء الّذي كان مع هاجر في قربةٍ لها وبدأ صغيرها إسماعيل بالبكاء سارعت هاجر إلى الالبحث عن الماء في مكانٍ قريب، فركضت بين الصّفا والمروة سبع مراتٍ علّها تجد الغوث هنا أو هناك، فسمعت هاجر صوتًا فقالت أغثنا إذا كان معك خير، فإذا جبريل عليه السّلام مقبل بجانب ابنها إسماعيل، فضرب الأرض بقدمه فانبجست عينًا معينًا، فسارعت هاجر متلهّفة كي تسقي ابنها من الماء، وقامت بإحاطة الماء بالتّراب خشية أن يذهب، ولو تركته كما بيّن النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام لكان عطاؤه أكبر من ذلك، وقد شربت منه هاجر وسقت ابنها إسماعيل، فكانت هذه بداية عطاء هذا البئر المبارك الّذي يشرب منه الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم عندما يقصدون البيت الحرام معتمرين أو حاجّين.
إقرأ أيضا : مقال عن ماء زمزم
ويروي التّاريخ أنّ مكان بئر زمزم قد دُرست آثاره في الجاهليّة ما قبل الإسلام، وقد رأى عبد المطلب جدّ النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام رؤيا تحثّه على أن يحفر طيبة وهي بئر زمزم، فقام عبد المطّلب بالمسارعة إلى حفر البئر بعد أن أراه الله تعالى مكانها.
وبئر زمزم تقع على بعد عشرين مترًا من الكعبة، ويصل عمق البئر إلى ثلاثين مترًا، وقد دلّت الدّراسات على أنّ عطاء بئر زمزم يقارب ما بين إحدى عشر إلى ثمانية عشر لترًا في الثّانية، وهذا يدلّ على عظمة الخالق سبحانه وتعالى الّذي أراد أن تكون هذه البئر معينًا لا ينضب حتّى تكون شاهدةً وآيةً على قدرة الخالق سبحانه، وهو ماء مبارك، وكما قال النبّي عليه الصّلاة والسّلام عنه ماء زمزم لمّا شرب له .
