ماذا يطلق على العام الذي ولد به النبي ص

ماذا يطلق على العام الذي ولد به النبي ص

ما عرفت البشريّة قطّ يوماً خيراً من اليوم الذي وُلِدَ فه نبيّ الرحمة مُحمّد صلّى الله عليه وسلّم، فاليوم الذي وُلِد فيه أشرقت في سماء الكون شمس الحريّة والتخلّص من الشرك والعبوديّة لغير الله، وما أنعم الله علينا بهِ من الإيمان والعتق من النار هو أضعاف ما أنعم بهِ علينا من حياة وسمع وبصر ورزق، فلا نعمة تعدل نعمة الإسلام والتّوحيد، ودين الإسلام هو دين الرّحمة والاعتدال، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو رسول الأخلاق ورسول العدل، هو رسول المحبّة بين الخلق وصلة الجوار والأرحام، فلا شكَّ أنَّ ولادة هذا النبيّ هي سعادة للدّنيا وبشارة خيرٍ لها.


وقبل ولادة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كانَ العالم يشهد آنذاك بوجود صراعات بين القوى العظمى فيه، فبين الفرس والروم كانت الحروب والتنازع على ملك العالم، وكان في أرض الحبشة قربَ الجزيرة العربيّة ملكٌ يُدعى أبرهة الحبشيّ ويلقّب أيضاً بأبرهة الأشرم، وكانت العرب في الجزيرة العربيّة وفي أرض الشام وفي كلّ مكان يُقدّسون الكعبة ويَفِدونَ إليها من كلّ صوب للحجّ والتعظيم، فأراد ملك الحبشة أبرهة الأشرم أن يَرُدَّ الناس عن تعظيم البيت فبنى بيتاً في اليمن أسماه القليس وذلك ليكون مَحجّاً للناس وقبلةً يَفِدونَ إليها بدلاً من الكعبة، فما كانَ من أحد الأعراب إلاّ أن دَخَلَها وقضى فيها حاجتهُ تعبيراً منهُ على إهانة هذا البيت المُختلق من قِبل أبرهة الأشرم، فمَا كانَ من أبرهة إلاّ أن جهّز الجيوش والفيلة وقصَدَ البيت الحرام والكعبة المُشرَفة يُريد هدمها، وفي طريقهِ إلى مكّة المكرّمة رأى نوقاً فأخذها وكانت هذهِ النوق والإبل لعبد المطلّب جدّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم فما كانَ من عبد المطلّب إلاّ أن قابلَ أبرهة الأشرم وطلَبَ منه أن يدعَ الإبل، فاستغرب منه أبرهة وقال لهُ: أنت سيّد مكّة وعظيمها ظننتُ أنَّك جئتني لتطلب منّي عدم مساس البيت فإذا بكَ تطلب ردَّ الإبل، فقال لهُ عبد المطلّب كلمةً سطّرَها التاريخ بأحرف من ذهَب ويحفظها الصغير قبلَ الكبير : ( أنا ربَّ الإبل وللبيت ربٌّ يحميه)، وبالفعل ردَّ الله كيد أبرهة والفيلة التي كانت معه بأن ألقى الله عليهم حجارةً من طينٍ مُحمّاة وهي الحجارة من السجيل تحملها طيورٌ مرصوصة أبابيل تُغطّي السماء وقد أنزل الله ذِكرَ هذهِ الحادثة في القرآن الكريم في سورةٍ مخصوصة بهذا الحدث وهي سورة الفيل، وهذا العام الذي وقعّت فيه هذهِ الحادثة هو العام الذي وُلِدَ فيهِ النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم.


ومن اللطائف التي نودّ ذكرها أنَّ العام الذي وُلِدَ فيهِ رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم وهو عام الفيل فإنّهُ يقال عنهُ عام ولا يُقال عنهُ سنَة، لأنَّ الفرق في اللغة العربيّة بين العام والسنة أنَّ العام يأتي بالخير والسنة تكون بعكس ذلك، وهذا من تمام الخير الذي كانَ في عام الفيل وهو عام وِلادة النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل