يعتبر الإيمان بالله تعالى ركناً من أركان الإيمان الستّه، بل هو أوّل وأهمّ ركنٍ في تلك الأركان، ذلك بأنّ الإيمان بالله تعالى هو تحقيقٌ للعبوديّة لله تعالى، فحين يقول الإنسان بأنّي مؤمن بالله تعالى فمعني ذلك إيمانه بربوبيّة الله تعالى وعبوديّة البشر له، وإنّ الإنسان المؤمن هو الذي يتمثّل الإيمان في حياته كلّها، وفي الحديث بيان حال من استكمل الإيمان بالله تعالى حين قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم من أحبّ لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان، وقد وردت أحاديث كثيرةٌ استفتحت بقوله عليه الصّلاة والسّلام من كان مؤمناً حقّاً ويتبع تلك العبارة توجيهٌ لفعلٍ معيّن مثل من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، وبالتّالي يفهم من ذلك كلّه أنّ للإيمان بالله تعالى علاماتٍ وآثار في حياة المسلم، وإنّ من بين تلك الآثار التي تنعكس على سلوك المسلم وتحقّق الإيمان بالنّفس والقلب نذكر :
- تأثير ونتائج الإيمان على أخلاق الإنسان، فالإنسان المؤمن بالله تعالى تظهر آثار إيمانه في أخلاقه وتعامله مع النّاس، فهو يعامل النّاس أحسن معاملة، كما أنّه يراعي مشاعرهم باستمرار، ويحفظ لسانه معهم فلا يسبّ ولا يطعن ولا يهمز ولا يلمز، كما أنّه يحرص على أن يكرم ضيفه، وهو حريصٌ على أن لا يؤذي جاره متّخذاً من وصيّة النّبي صلّى الله عليه وسلّم بالجار خير مرشدٍ له في تعامله مع جيرانه، فالمسلم المؤمن هو صاحب الأخلاق والمثل العليا، وهو يترجم إيمانه بالله تعالى فعلاً وقولاً متمثّلاً قوله تعالى ( قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أوّل المسلمين ).
- إخلاص الاعتقاد والعمل لله تعالى، فالإنسان المؤمن بربّه هو مخلصٌ في اعتقاده بربّه سبحانه وتعالى، فتراه لا يدعو ولا يناجي إلا الله تعالى، وهو كذلك لا يرجو ولا يخاف إلا منه سبحانه، فهو مسلم صحيح العقيدة موحّدٌ لربّه لا يشرك به شيئاً، كتعرف ما هو حريصٌ على اجتناب ما يغضب ربّه سبحانه وتعالى من الأقوال والأعمال.
- كما أنّ من آثار الإيمان في نفس المسلم أنّك تراه يسترخص روحه في سبيل الله تعالى فتراه يبذل الغالي والنّفيس من أجل رفع راية الدّين، وحين المعارك لا يجبن عن لقاء الأعداء ولا يولي الأدبار بل تراه يتصدّر الصّفوف الأولى وهمّه أن ينال الشّهادة في سبيل الله تعالى.