لقد خلق الله سبحانه وتعالى المخلوقات جميعها، وتكفل برزقها أيضًا، فلا يعقل أن يترك الله سبحانه وتعالى بحكمته وعظمته الخلق دون يتدبر أمورهم ويرزقهم، ومن عدالة الله تعالى أن الرزق لا يرتبط بدين الإنسان أو معتقداته، بل بمجرد كونه مخلوقًا من مخلوقات الله تعالى. ولكن تتفاوت سعة هذا الرزق أو ضيقه من شخص لآخر، وقد لا يشعر الإنسان ببركة الرزق مهما كثر، لذلك نضع بين أيديكم هذه النصائح التي هي من ما هى اسباب سعة الرزق والبركة فيه.
تقوى الله
قال تعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب"، وكلام الله سبحانه وتعالى هو الحق، فعندما يخبرنا الله بأن تقواه سبحانه وتعالى هي المخرج من كل ضيق وأنها جالبة للرزق بإذن الله تعالى، فهذا يعني أن علينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى في كل حال. وهنا قد يخطر ببال القارئ سؤال عن ماهية التقوى وكيفيتها، والجواب هو أنّك لو تفكرت في كلمة تقوى ستجد أنها من الاتقاء والحماية والستر، فتقوى الله تعالى هي الاحتماء برضاه وكرمه واتقاء عذابه وغضبه، وتكون التقوى عن طريق اتباع ما أمر الله سبحانه وتعالى به واجتناب ما نهى الله عنه، والتقوى لا تزيد في الرزق فحسب، بل إنها من ما هى اسباب حب الله تعالى للعبد، ومعيته سبحانه وتعالى له، وتكفير السيئات، وفرح الإنسان وشعوره بالأمان، وهي من ما هى اسباب دخول الجنة بإذن الله سبحانه وتعالى، وتقوى الله تكون في كل الأمور وفي كل الأماكن، فإن أردت أن يوسع الله تعالى لك في رزقك وأن يبارك لك فيه فاحرص على أن تتقي الله تعالى في نفسك وفي أهلك وفي مالك وفي عملك وفي علاقتك بمن حولك وفي كل تفاصيل حياتك، وستجد بذلك أن حياتك قد امتلأت بالنور والسعادة وأن قلبك قد امتلأ بالطمأنينة والسرور وأن رزقك قد بارك الله فيه ووسعه عليك.
إقرأ أيضا : ما أول ما خلق الله
الاستغفار و التوبة
صلة الرحم
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يبسط له في رزقه... فليصل رحمه" رواه البخاري، و الأرحام هم كل من بينك وبينهم نسب من الأقارب سواء كنت ترثهم أم لا، وصلة الرحم لها العديد من الأوجه كزيارتهم والسؤال عنهم وعيادة مريضهم والتصدق على الفقير منهم واحترام الكبير منهم والعطف على صغيرهم وحسن ضيافتهم واستقبالهم وبمشاركتهم في أفراحهم وفي أتراحهم وبإجابة دعوتهم وبأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، والدعاء لهم والتلطف في معاملتهم والبشاشة في وجوههم، وصلة الرحم لا تكون لمن وصلك من الرحم فقط، بل أيضًا بأن تصل من قطعك من أرحامك، وبهذا تكون قد سموت إلى مراتب المحسنين، فيبارك الله لك في مالك ورزقك وأولادك ووقتك وحياتك كلّها بمجرد صلتك لأرحامك.
الإنفاق
الأذكار وسورة الواقعة
إن ذكر الله سبحانه و تعالى له أثر بالغ في رضا الله عن الإنسان، فإن رضي الله عن عبده، يسر له أموره ووسع له في رزقه وبارك له فيه، وهناك أدعية وأذكار وردت في السنة المطهرة خاصة بسعة الرزق والبركة فيه، فاحرص على قراءتها يوميًا وأنت موقن أن الله تعالى هو وحده المنعم والرازق، وتفكّر فيما لديك من نعم، فالرزق لا يقتصر على المال فحسب، فالذرية رزق والعلم رزق والجمال رزق والإسلام رزق والصحة رزق والوقت رزق والوالدين رزق، فاشكر الله على كل هذه النعم ولا تجحد وتكفر بها فيزيل الله هذه النعم ويأخذها منك أو يحل عليك غضب من الله تعالى، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا بقراءة سورة الواقعة يوميًا فهي تقي من الفقر بإذن الله سبحانه وتعالى، فخصص وقتًا محددًا في كل يوم لقراءة هذه السورة وغيرها من الأذكار، وتذكر أيضًا أن عبادتك لله وتقربك منه لا يجب أن تكون في وقت الضيق والشدة فقط، بل في وقت الضيق وفي وقت الرخاء على حد سواء.
فاحرص أخي المسلم على مرضاة الله سبحانه وتعالى وتقواه في السر والعلانية وفي العسر واليسر، واستغفر الله دائمًا وتذكر ما قاله نبي الله نوح عليه السلام لقومه في أثر الاستغفار، ثم سارع إلى صلة رحمك وإصلاح ما بينك وبينهم وابتغ وجه الله تعالى في ذلك، وأنفق على المساكين حتى وإن كنت في ضيق، فالله يعلم أنك في ضيق وسيجزيك بذلك خير ما يجزي عباده، وأخيراً احرص على قراءة سورة الواقعة وعلى قراءة الأذكار والأدعية التي تزيد في الرزق.