إيران أو ما كانت تعرف قديماً باسم "بلاد فارس" أو "بلاد الآريين"، وتعرف باسم إيران سياسياً وثقافياً في العهد الحديث، دولة إيران هي الدولة الثامنة عشرة التي تحتلّ هذا المركز من حيث مساحة أراضيها، وتمتدّ أراضيها على الهضية الإيرانيّة، كما تعتبر من أكثر بلاد العالم التي تحتلّ الجبال مساحة واسعة من أراضيها.
تتمتّع دولة إيران بموقع جغرافيّ استراتيجيّ كونها جسراً بريّاً يربط بين دولة البحر الأبيض المتوسّط ودول جنوب آسيا، كما تتوسّط بين دولتين عظمتين الولايات المتّحدة الأمريكيّة والاتحاد السوفياتي سابقاً، يحدّها من الشمال دولتا أذربيجان، وتركمانستان، ومن الغرب فتحدّها دولتا العراق، وتركيا، ومن الشرق فتحدّها باكستان وأفغانستان، وأخيراً يحدّها الخليج العربيّ من الجنوب، وعاصمة البلاد هي مدينة طهران.
التركيبة السكانيّة لدولة إيران
بحسب الإحصاءات المحليّة في الدولة لدائرة النفوس الإيرانيّة، فإنّ عدد السكان بلغ منذ شهر أيلول في العام الماضي الثمانية والسبعين مليون وثمانية وستين ألف تقريباً، وأنّ نسبة الشباب بين السكان وصلت إلى واحد وثلاثين بالمئة بعد أن كانت خمساً وثلاثين بالمئة، ممّا يعني أنّها تشهد انخفاضاً ملحوظاً في نسبة الشباب في البلاد، وارتفاع نسبة الشيخوخة، وبحسب الإحصائيات فإنّ ذلك يعني أنّ بين كلّ خمسة إيرانييّن فوق عمر الخامسة والستين شخص واحد أقلّ من ذلك عمراً، ويتركّز معظم السكان في العاصمة الإيرانيّة طهران، وتليها في الكثافة السكانية مدينة أصفهان، ثمّ مدينة تبريز، ثمّ مدينة شيراز، حيث إنّ معظم هؤلاء السكان يفضّلون العيش في منطقة جنوب بحر قزوين، وفي شمال غرب البلاد.
أمّا فيما يتعلّق بالديانة الرسميّة للبلاد فإنّه الإسلام "الشيعي"، بينما توجد فيها أقلّيات أخرى كالبهائييّن، والمندائييّن، واليهوديين، والمسيحيّين، واليارسانييّن، والزرداشتييّن، كما توجد فيها أقلّيات أخرى كردية، وتركمانيّة، وأرمنيّة، وعربيّة، وبلوشيّة، وغيرها، أمّا اللغة الرسميّة في البلاد فهي الفارسيّة، تليها الكرديّة، والعربيّة، والبلوشيّة، وغيرها من اللغات، حيث إنّ عدد اللغات التي يتكلّم بها سكان البلاد يزيد عن المئة وعشر لغات.
لقد كانت الغالبية العظمى من سكان البلاد يتبعون الديانة الزرادشتيّة، إلى أن اعتنق عدد كبير منهم الدين الإسلاميّ منذ أكثر من ألف عام، وكان للدين الإسلامي تأثير ونتائج كبير وواضح على ثقافة وتقاليد وعادات الشعب، وتعتبر دولة إيران الدولة الأكبر في العالم التي يعتنق شعبها الدين الإسلامي "الشيعيّ" من الطائقة الاثني عشريّة، حيث يشكلون ما نسبته تسعة وثمانين بالمئة من نسبة السكان المسلمين في البلاد، وهي نسبة كبيرة مقارنة مع غيرها من دول المسلمين حول العالم، كما يعتنق عدد من سكانها البهائيّة والمذهب الاسماعيليّ، لا سيّما ذوي الأعراق الفارسيّة الأصيلة.
